إني مسكون بذكراك ياسقاف عدن.وأن التعبير لعاجز عن الإيفاء بماتستحقه من رثاء بعد مرور أربعين يوما لوفاتك، فكم هي ثقيلة على اللسان الكلمات وثقيل على القلم مداد الكتابة الحزين وثقيل على نياط القلب رثاء الاخ/الزميل/ المعلم/ الأستاذ/ الأعلامي الحقوقي / ..الذي جمعتنا به المحبة والكلمة الطيبة وخدمة بسطاء الناس
والأصعب من كل ذلك محاولة تجميع الاحاسيس والمشاعر والذكريات وترجمتها الى كلمات لأرثي بها السقاف فهمي وهل هناك أثقل على القلب من رثاء أنسان بسيط/متواضع/حالم/ الغني بمحبة أهله وأصدقائه وزملائه وجيرانه... فهو أنسان على الدوام نبعا للعطاء والرؤى ..
هكذا عرفناه مبدعا وناشطا حقوقيا وأعلاميا لاتلين له قناة يتقدم الصفوف في الاعمال والانشطة الطوعية والتطوعية ، يطرح قضايا تهم الناس والمجتمع ويبادر بطرح الافكار التي تلامس حياة الناس ومعيشتهم وحقوقهم ويدفع بالكثيرون للتحدث بهموم المجتمع ، كانت له معنا محطة الوداع الاخيرة لكي نتعرف عن أشياء كثيرة وخصال حميدة لم نكن نعرفها من قبل عن الفقيد الراحل السقاف رحمه الله وما أستطيع أقوله هنا أن القدر أخذه منا وترك لنا صدمة وبصمة ستظل مصاحبة لنا حين نتذكر ذلك الانسان العدني الاصيل والخلوق يعطيك من الحماس قوة ومن العطاء نموذجا ومن الغياب حزن وغصة....لكل من عرفه ...هذه مشاعر ليست عندي لوحدي بل وجدتها عند عشرات ممن يعرفوه أو تعرفوا عليه ولو لفترة وجيزة...
فلتعذرنا ياسقاف..مرتين، أولا حين لم احضر لوداعك وتشييعك بسبب هول الصدمة وظرفي الصحي وثانيا عجز الفكر واليراع عن الكتابة عنك حتى اليوم بسبب اختلاط المشاعر في التعبير ودمجه كونه نابع من القلب دون تحفظات ودون مصالح أو منافع بعد فاضت روحك الى السماء، وسوف نظل نتذكرك ونقول رحمك الله ..ياسقاف عدن وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان..
فموتك مصابا جللا عليهم وعلينا جميعا فالدمع ينساب عندما أعبر بجانب الاماكن التي كنا نلتقي بها في الفترة الاخيرة وعلى طريقي اليومي للعمل، الشارع الذي رأيتك فيه مؤخرا وجلسنا فيه نحكي الهموم الانسانية لبسطاء الناس والمجتمع المدني العدني خصوصا واليمني عموما..ولم أكن أعرف أنه اللقاء الاخير وحال وصلني خبر وفاتك نزل علي كالصاعقة وتسمرت ولم أبارح مكاني وكنت وحدي حينها في المنزل فالثقل ليس على القلب والاحاسيس ولكن حتى على قدماي في ذلك المساء الحزين
أيها السقاف فهمي...رحلت عنا مبكرا ولازلت أتذكر تلك الابتسامة البشوشة العميقة وروحك المرحة فلك الرحمة والخلود ولأهلك وأسرتك الكريمة ولكل من أحبك وتعامل معك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون