منذُ فترة لم ازر ملحمة الخليج الشهيرة بشارع السجن، التي كنت أتردد على زيارتها سابقا عندما كانت الرواتب تصرف بانتظام، وكانت تشهد ازدحاماً للزبائن، حتى زارني قبل أيام زميل دراسة لأعاود زيارتها، وبينما كنت اتحدث مع الشاب الخلوق وجدي صاحب الملحمة حول الغلاء وارتفاع الصرف وانعكاساته عليهم الذي لم يسلم من ضرره أحد حتى التجار، لفت انتباهي قيامه بمد كلاً من المحتاجين الذين يترددوا على المحل بكيساً به كمية تصل إلى كيلو اللحمة وعندما لاحظ استغرابي..! قال لي لقد رزق أحد العمال بولد وقررنا أن نوزع رأسين غنم على المحتاجين بهذه المناسبة حباً لمشاركة زميلنا فرحته، قلت له خير ما فعلتم وجزاكم الله خيراً، وهذا دليل على رسوخ علاقتكم، واحترامكم لبعضكم. اعجبت كثيراً بهذا الفعل الإنساني والاجتماعي، الذي يقوم به رب العمل تجاه عماله، لما له من فائدة على تعزيز علاقتهم وتشجيعهم، والحسنة الأكبر هي لمساعدة المحتاجين في المجتمع وما يتركه من أثر طيب في نفوسهم. اشتهر شارع السجن في المنصورة بكثرة محلات الصرافة والملاحم والصرافين على جانبيه، معظمهم صرافين جزارين للمجتمع على الطريقة الإسلامية باستثناء القليل منهم لديهم الضمير الإنساني. غادرت الملحمة وانا أشاهد ازدحام المحتاجين وكثرة عددهم الذي يفوق عدد الزبائن، واثنيت على تصرف الأخ وجدي وتمنيت أن يرزق عماله كل اسبوع بولد، وان يحذو حذوه بقية الجزارين والصرافين بنفس الفعل ليعم الخير الجميع وينتشر هذا السلوك الإنساني لمساعدة المحتاجين، لنقول في شارعنا جزارين لكنهم أصحاب ضمير..!
جزارين لكنهم أصحاب ضمير..!
2021/09/17 - الساعة 11:20 صباحاً