وضعنا اليوم..تنبأ به رسول الله

قال تعالى: ﴿قُل هُوَ القادِرُ عَلى أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذابًا مِن فَوقِكُم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم أَو يَلبِسَكُم شِيَعًا وَيُذيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ انظُر كَيفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُم يَفقَهونَ﴾

  المعنى العام لهذه الآية أن الله هو القادر على أن يرسل علينا عذابًا يأتينا من فوقنا مثل الرجم بالحجارة وإرسال الصواعق ، أو يأتيينا من تحتنا مثل الزلازل والخسف، أو يخالف بين قلوبنا، فيتبع كل منا هواه، فيقاتل بعضنا بعضًا،ثم لننظر ونتأمل كيف ينوِّع الله لنا الأدلة والبراهين ويبيِّنُها لعلنا نفهم أن ما جِاء به النبي صلى الله عليه وسلّم حق، وأن ما دونه باطل.

   وهذا المعنى سائغ ومقبول ويتفق مع سياق الآية، ولكن مايؤخذ من احاديث للنبي صلى الله عليه وسلم ومن روايات كثيرة حولها أوردها إبن كثير رحمه الله في تفسيره، ان النبي صلى الله عليه وسلم من رحمته بأمته دعا ربه تعالى وساله تعالى:     الا يهلك أمته بما أهلك به الأمم السابقة من الرجم والخسف والسنين، والا يظهر عليهم عدوا من غيرهم، والا يجعل باسهم بينهم، ويذيق بعضهم باس بعض، فاعطاه الدعوات الاول ومنعه الاخيرتين، المتعلقتين بان لايجعل بأسهم بينهم وأن لايذيق بعضهم بأس بعض فلاعجب إن نرى المسلمين اليوم يوجهون سهامهم وبنادقهم وكافة اسلحتهم ما بطش منها ودمر، وما قتل وجرح وعور، نحو بعضهم البعض، ولا يوجهونها نحو أعدآءهم، والناظر في حال المسلمين فما يرى في هذه إلا إبتلاءات تبتلى بها هذه الأمة، والعاقل من يتبصر ويتفكر وينأى بنفسه عن هذه الإبتلاءات.

   

أما ما روي عن إبن عباس رضي الله عنه فهو أشد عجبا في الإبتلاءات، إذ قال أما العذاب من فوقكم فأئمة السوء، أما الذي من تحت أرجلكم فعبيدكم وخدمكم وسفلتكم، وصدق ابن عباس فنحن نرى باعيننا تحالف السفلة مع أئمة السوء مع غيرهم من الأشرار بقصد إيذاءنا، ولعل المعنى يدخل فيه مايحصل لكل ممن كبر شأنه على من هو أدنى منه من عصيان الولد وعقوقه لأبويه وتهاون العامل والموظف وعصيانه لرب عمله ومديره، و معاملة التلميذ وسوء خلقه أمام معلمه واستاذه، ومثل هكذا حالات وامور.

   فكل هذه إبتلاءات يمتحن فيها المسلم ويبتلى بشدة والموفق فيها من وفقه الله.

فأسألوا الله التوفيق والرشد والحكمة فمن أوتيها فقد أوتي خيرا كثيراً.

صلوا على من امرتم بالصلاة عليه وسلموا تسليما كثيراً.