قصة حقيقية

   في السودان عند إنقلاب هاشم العطا على جعفر نميري عام 1971م سارع كثير من مدراء المرافق بإرسال برقيات تأييد للرئيس النميري، من نوع (نؤيدكم ونشد من أزركم _ إضربوا الخونة بيد من حديد.

 وهكذا)، إلا أحد مدراء المؤسسات ظن أن الانقلاب سينجح فأعطى برقية تأييد للإنقلاب ومعها عشر جنيهات لـ عم أحمد (الفراش) ليقوم بإرسال برقية التأييد بإسمه إلى الرائد/هاشم العطا (قائد الإنقلاب). 

  وبعد ثلاثة أيام تفاجأ المدير بفشل الإنقلاب وبقاء الرئيس نميري بالسلطة.

هرع المدير إلى المكتب باكراً يبحث عن عم أحمد، فعلم أنه ظل غائباً طيلة الثلاثة أيام الفائتة، فجن جنون المدير خشية أن يرتد عليه أمر البرقية بما لايحمد عقباه، وطلب من كل العاملين معه سرعة البحث عن عم أحمد وإحضاره من تحت طقاطيق الأرض فوراً.

  وفي منتصف ذلك اليوم أحضروا عم أحمد بزاته، وفور وصوله طلب منه الموظفون الدخول على المدير فوراً، وهنا وقف المدير سائلاً بهلع شديد: عليك الله كنتا وين ياعم أحمد؟

  فقال عم أحمد: والله يا سيادة المدير أنا متأسف وأرجو منك العفو والسماح، عشان إنت أديت ليا عشرة جنيهات أرسّل بيهم البرقية، لكن إبليس اللعين غشاني، ومشيت سكرتا بيهم، و دي برقيتك زي ماهي مابعتّا.

  هنا تنفس المدير الصعداء وتهلل وجهه، ثم أخرج من جيبه عشرين جنيها قائلا له: أحبك ياعم أحمد وأحب إبليسك زاتو، هاك ياعم أحمد دي عشرين جنيه أمشي إسكر بيها براحتك.