بعد مرور كل هذه السنوات نجد أنفسنا خارج حسابات وخارطة العالم من كل النواحي. لم يتحقق ولا واحد من أهداف الثورات اليمنية. لقد ازداد المواطن فقرا من خلال سياسات هوجاء ساهمت في افقاره وإذلاله. الوضع الاقتصادي مسيطر على كل شئ. لا يهم المواطن من ينتصر في الحرب العبثية القائمة حاليا، لأنه أصبح بتشبت بما يسد جوعه هو وأسرته. ما يعنيه هو توفير الخدمات الأساسية للحياة كالكهرباء والمياه. صرف راتب يكفيه لتلبية متطلبات الحياة الأساسية دون ترف. للأسف أطراف الصراع في اليمن لا تشغلهم هموم المواطن التي تعتبر في ذيل قائمة أجندتهم. اولوياتهم ضمان مستقبلهم ومستقبل اولادهم فقط. أما المواطن عبارة عن رعايا خلقهم الله كي تجد أطراف الصراع مبرر الحصول على الامتيازات التي حرم منها المواطن. الحكومة الشرعية أعلنت في تشكيلتها الاخيرة وما قبلها أن وظيفتها ليست سياسية ولا عسكرية بل خدمية بامتياز ولكن للأسف عجزت وفشلت في هذه المهمة، فلماذا الإصرار على الإبقاء عليها إن لم تحقق ما وعدت به؟. فساد لم تعش ولم ترى البلد مثله. لا حسيب ولا رقيب.. أجهزة رقابية عقيمة لا تقوم بأي دور سوى الحصول على المخصصات. سفه في استخدام المال العام دون رادع. اجتماعات وقرارات خصصت للإعلام فقط دون أي إجراء ملموس على أرض الواقع. بنك مركزي عاجز عن القيام بأي وظيفة من وظائفه باستثناء منح تراخيص لشركات صرافة الإصرار على الحفاظ على الفساد والفشل دون محاولة تغييره يعتبر مشاركة فيه. سكوت التحالف المعني بالأمر بموجب التفويض الدولي أمر محير وغريب لا يوجد له مبرر. السقوط نحو الهاوية سقوط حر بدون أجنحة وستطال توابعه الجميع. السادة أعضاء مجلس الأمن الأخوة في اللجنة الرباعية الأخوة في التحالف الأخوة في الرئاسة الأخوة في الحكومة أنقذوا ما يمكن إنقاذه. فقد تجاوز سعر الصرف ال300 ريال للريال السعودي وتجاوز ال 1000 ريال للدولار الواحد. إلى متى سيطول صمتكم المريب.. ثورة الجياع التي انطلقت في عدة مناطق لن تؤثر وتنطلي عليها أية وعود جديدة بتحسين الوضع. أصبح من يتحصل على ثلاث وجبات في اليوم مقابل راتبه ضربا من الخيال. ذابت الطبقة الوسطى واختفت وأصبحت لدينا طبقتين تمثل الطبقة مادون خط الفقر هي الأغلب بينما تمثل الفئة الغنية قلة محدودة من المسئولين وتجار الحروب الذين لا يريدون إيقافها حتى بعد ١٠٠ عام، أو انقراض الشعب اليمني.
*أستاذ العلوم المالية والمصرفية المساعد بجامعة حضرموت