يجب علينا أن نعترف ونقر ولا نغمض أعيننا عن حقيقة إن إيران نجحت في استغلال بعض الظروف في اليمن وعملت على تأسيس وتشكيل طابوراً خامساً تابع لها , وقد عُرف هذا الطابور لاحقاً بجماعة أنصار الله أو ما يعرف الآن بالمليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية , ولم يكن هذا بسبب قوة حيلتهم وذكاؤهم وخططهم غير المسبوقة , بل بسبب ضعف النظام السياسي الحاكم في تلك الفترة والمتمثل في نظام المخلوع صالح , وكذا تخلخل المعايير وازدواجيتها والقيم الاجتماعية والثقافية , كما استغلت إيران الفراغ الإستراتيجي في أنظمة الدول وبدأ بملئها بتوابع لتحقيق رؤية إيران المتطرفة على المستوى الإقليمي والعالمي .
منذ العام 2004 خاضت هذه المليشيات حروباً ستة ضد الدولة اليمنية عندما اعتقلت السلطات اليمنية حسين الحوثي بتهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد , حيث كان معظم القتال في محافظة صعدة , وانتقل لاحقاً إلى الجوف وحجة وعمران , فقد اتهمت حكومة المخلوع صالح المليشيات الحوثية الانقلابية بالسعي لإعادة الإمامة الزيدية وإسقاط الجمهورية اليمنية بينما تتهم الحركة الانقلابية الحوثية الايرانية الحكومة اليمنية بالتمييز ودعم القوى السلفية لقمع المذهب الزيدي .
تصيدت المليشيات الانقلابية الحوثية حالة السخط الشعبي , وشددوا سيطرتهم على محافظة صعدة والمناطق المجاورة في الأجزاء الشمالية من اليمن , وفي سبتمبر/أيلول 2014م ، تمكَّنت المليشيات الحوثية الانقلابية من توسيع نطاق سيطرتهم على الأراضي ، واستولوا على عدد من المواقع العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء وقد ساعد على ذلك تحالفهم الذي عقدوه مع المخلوع صالح , الذي كانوا قد قاتلوه على مدى عقود .
من اللحظات الأولى لانقلابها على شرعية الوطن , اعتبر مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني ، علي رضا زاكاني ، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي أن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد ، مبيناً أن ما اسماها ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية , واعتبرها امتداد طبيعي للثورة الإيرانية ، وأن 14 محافظة يمنية سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين قريبا من أصل 20 محافظة .
في الآونة الأخيرة ازداد وتطور الوباء الإيراني المتمثل بالمليشيات الانقلابية الحوثية بشكل لافت , حيث تصر إيران على دعم الحوثيين ، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً ، وهو الأمر الذي يحاول النظام الإيراني أن يخفيه تارة وينفيه تارة أخرى حتى لا يتعرض لعقوبات دولية , ولكن الجميع يعلم ويدرك إن المليشيات الانقلابية الحوثية هي وباءُ إيرانياً اُبتليت به اليمن , وحتماً سوف يتخلص أبناء اليمن عامة من هذا الوباء شاء من شاء وأبى من أبى تحت قيادة وحكمة فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي والى الأبد , ولن ينالوا من اليمن , وان غداُ لناظرة قريب , والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والاستقرار والازدهار .