كنت أسمع في السابق المثل الذي يقول " فلان بيرد السيل مطلع"، أما اليوم فنحن نعيش حلقاته، ففي مأرب رجال بترد سيل نيران بني فارس مطلع. فبعد بيحان وحريب، واصلت قطعان بني فارس هجومها الكاسح، بجميع الأسلحة التي نهبتها من القوات اليمنية، وما وصلها من تهريب. وبكثافة نارية لا مثيل لها، وكانوا في شوق واشتياق لبترول وغاز صافر، ولسقوط مأرب ولسقوط الشرعية، وهزيمة التحالف حسب قولهم، إلا أنهم سقطوا في بئر عدوانهم، وابتلعتهم رمال الجوبة. حتى أن الغرور دفع بصاحب لي في صنعاء من السلالة، فقام راسلني قبل عدة اسابيع، وهو تحت خدارة الانتصارات وقال " حرمت عليك اليمن وعاد الآل في الوجود" وهو الذي ما كان يغثي الطير، وما كان يكلمني إلا أنتوا وكيف أنتوا، وسيدي ونور عيني.. المهم ماعلينا من هذا السلتوح..
تلقف قطعان بني فارس أعصاء أو عِصِي قواتنا المسلحة على اطراف الجوبه، فألتهمت ما يأفكون. دفعوا بمجاميع تلو المجاميع من المغرر بهم، إلا أن صحراء مأرب ابتلعت الجميع، ثم أعادوا الكره، إلا أن جبال الجيش والمقاومة كانوا لهم بالمرصاد. وكان لصقور الجو السعودي جولتهم وصولتهم وكلمتهم الفصل في الميدان.
هذا حدث، ومازال يحدث، وبرغم شح الإمكانيات، وغياب الرواتب، ونقص الغذاء، إلا أن نيران حقد بني فارس عادت مطلع، بفعل وفعال وضرب وضراب رجال الرجال، حامين حمى اليمن. هؤلاء يحتاجون لرعاية وراتب ومعدات، وتطبيب، وتشيجع واسناد، ودعاء، ويستحق اهاليهم المسارعة بانقاذ الريال، فبدمائهم وعرقهم وتعبهم ومعاناتهم، مازال العالم يقف إلى جوارنا. نسيت اقول لكم، السلتوح، وبعد أن راحت السكرة، رجع يرسل له قبل أمس " الله يحق الحق". لك حلقك يا فاجر، أنت ومن كنا نحترمهم ونعتقد أنهم اخوة لنا.