يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!

لعل المتنبي لم يكن يقصد بهذا القول القاطنين من الأمة العربية في القطر المصري وحسب ؛ لأن المتنبي عرف بالحكمة والفلسفة والمثل السائر في شعره ، كما أنه لم يقرر الخروج من العراق أولا ، إلى بلاد الشام ثانيا ، ثم التوجه إلى مصر ثالثا إلا بعد أن ضاقت به أرض العرب ، كما لم تتسع - قبل ذلك - لأفكاره ورؤاه عقول أهلها وقلوبهم ؛ لأن معنى قوله ينسحب على الأمة من المحيط إلى الخليج ... وإذا مانظرنا إلى وضع الأمة اليوم فإننا نجدها قد ذهبت إلى ماهو أبعد من الجهل لاسيما قادتها وحكامها الذين وصلوا إلى مرحلة اللاوعي ، مرحلة غباء مطلق لم يسبق له مثيل ، بل أصبح صليبيو  اليوم يسخرون منهم ويضحكون من جهلهم على شاشات التلفزة ، ويتندرون بغبائهم ، جهارا نهارا ، بل ويطلقون عليهم ألقابا ، أصلها أسماء لحيوانات مشهورة بالغباء ، وهم يسمعون ويشاهدون مهزلة أعدائهم بهم صباح مساء ، لكنهم لايستطيعون التفوه بكلمة ؛ لأنهم يعلمون يقينا أن منزلتهم قد هوت إلى درجة  أدنى من منزلة العبيد  الأمر الذي جعلهم يسلكون سبيل ملوك وأمراء الأندلس ، وكأنهم لم يقرأوا يوما كيف رحلت عنا أرض الأندلس ، وماذا حل بأهلها حكاما ومحكومين ذات يوم  ؟؟؟  إن مانراه اليوم من معظم الحكام أمرا يندى له الجبين ، إنهم يتآمرون على أمتهم ، وينفذون مشاريع الكيان الصهيوني من أربعينات القرن المنصرم ، بل وصل بهم الأمر إلى أن يقتلوا أي مشروع عربي من شأنه استنهاض الأمة ، حتى لاتقوم لهذه الأمة قائمة ، حقا لقد صدق فيهم قول الله جل جلاله : " لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " كيف لا وهم يأتمرون بأوامر الكيان الصهيوني إذ يقتلون بعضهم في جزيرة العرب وبلاد الرافدين والشام وشمال أفريقيا ، وهو - الكيان - يتمدد كالأفعى في أفريقيا وأمريكا الجنوبية ، وفي الدول الإسلامية شرقا التي كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفيتي ، وفي جنوب شرق آسيا ... مع أن هذا الميدان الجغرافي الكبير الذي أصبح يتمدد فيه الكيان الصهيوني كيف يشاء ، كان ذات يوم أرضا وإنسانا يدين بالولاء المطلق لزعيم الأمة الراحل عبد الناصر ومشروعه الكبير لاستعادة فلسطين العربية إذ لم تقبل تلك الجغرافيا الواسعة وأولئك الأمم الحرة أن يرفع فيها علم مدنس للكيان ، أو حتى التفكير في الاعتراف به في يوم من الأيام .... أخيرا ليس لنا إلا أن نقول : رحم الله حكيم الأمة وفيلسوفها وزعيم الأحرار من ثوارها ، يوم نعتها بقوله : ........ ** ياأمة ضحكت من جهلها الأمم