ترددت الى مسامعنا كثيرا خاصة في عدن في فترة الثمانينيات عبارة " إضافة إلى ما قاله لينين"، كنوع للسخرية من تشدد بعض القرويين للماركسية اللينينية، فهم لم يكتفوا بأقوال لينين فحسب بل اضافوا اليها اقوالا من عندهم.
لم تأت هذه العبارة اعتباطا من وحي الخيال والتهكم بل هي عبارة حقيقية قالها احد القادة السياسيين شبه المتعلمين في احدى محاضراته، ورددها من بعده الكثيرون من المحاضرين السياسيين الذين كانوا يضيفون الى اقوال الرفيق لينين في تلك الفترة.
هؤلاء المتعصبين القرويين، كانوا ماركسيين لينينيين اكثر تشددا من لينين نفسه، حتى انني كنت اعتقد ان لينين ينحدر من احدى قرانا، وهو من قاد الثورة التحررية ضد الاستعمار البريطاني!، وعندما كبرت عرفت انه لا ينتمي لليمن اصلا بل روسي الاصل و المنشأ، وهو زعيم الثورة الروسية البلشفية ولا ينتمي لنا لا من قريب ولا من بعيد.
هذا كان من ثقافة الماضي البغيض طبعا، اما الآن في عصرنا الراهن فقد تبدلت الالسن تماشيا مع مقتضيات الوقت الراهن، وتغيرت العبارة السابقة لهم " اضافة الى ما قاله لينين"، ليس هذا فقط، بل محوا اسم لينين والماركسية من قاموسهم وعقولهم وقلوبهم وكأنهم استخدموا اقوى المطهرات و مزيلات الرواسب كالفلاش وغيرها.
تخلصوا من الماركسية ولينين والشيوعية والاشتراكية الى الأبد، ليس عن قناعة ورجوع الى الحق وايمان بالله والوطن، بل لان تجربة الاشتراكية الشيوعية فشلت اساسا في موطنها الاصل الاتحاد السوفياتي سابقا، وهو ما سبب نكسة كبيرة لتجربة الرفاق وقضيتهم الوطنية ونهجهم اللينيني الماركسي!.
ولان القضية الوطنية الجنوبية العليا متجددة، فقد اصبحت ألسن ابناء واحفاد "ذاك السلف" مرتزقة الثمانينيات الوصوليين تلوك عبارة "بن زايد سيدي وتاج رأسي!"، عبارة جديدة نيو بحسب ما تشير اليه بوصله المصلحة والمال الوفير، ومثل ما كانوا يتوشحون بالنجمة الحمراء اصبحوا يلبسون الثوب الاماراتي والشال الذي يتدلى من على اكتافهم بصورة سيدهم وولي نعمتهم الجديد محمد بن زايد، حتى الميداليات التي كانت على صدورهم تحمل صورة الرفيق لينين اصبحت ميداليات اكبر حجما بصورة سيدهم الجديد محمد بن زايد، وعندما تشاهد الشال والميدالية على صدر احدهم بتلك الاحجام الكبيرة المقرفة اللافتة للنظر، للوهلة الاولى تضنه (كامبا) عمود نور لصقت عليه صور دعائية.
في زمن السلف "الساسة القرويين الجهلة" كان من يخالفهم الرأي امامه طريقين لا ثالث لهما، اما السجن مدى الحياة او الاعدام بتهمة جاهزة باسم الخيانه العظمى، يصنفوه عميل مرتزق، رجعي، امبريالي، انتهازي و يمين متطرف وغيرها من التصنيفات التي تبرر لهم القتل.
والآن "الخلف المتخلف" يمارسون نفس اسلوب لعبة التخوين ضد من يخالفهم الرأي، مع التجديد وتغيير تصنيفات الخيانة العظمى مثل هذا بلسني، اصلاحي، اخوان المسلمين، حوثي، جاسوس يمني، ارهابي وخلايا نائمة وغيرها من التهم الجاهزة لتبرير السجن او الاعدام لاي شخص لا يسير في ركبهم، تعددت الاسباب والقاتل واحد.
هكذا هي تقافة الفيد والارتزاق وبيع الاوطان بأبخس الاثمان باسم القضية الوطنية العليا، متواصلة من السلف حتى الخلف منذ الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م حتى الآن!
لك الله يا عدن!