سيل من المنشورات غمرت وسائل التواصل الالكتروني، بشأن جريمة اغتيال الشهيد ثابت جواس ومرافقيه، وكلها كانت تستبق التحقيقات التي يجب اجرائها مباشرة بعد الحادثة، هذه التحليلات تسبب ارباك وتشتت الناس عن معرفة الفاعل الحقيقي.
صحيح ان جماعة الحوثيين هم عدو رقم واحد للشهيد جواس، وأيضا هم المستفيدين من عملية الاغتيال التي تعد انتقاما عن الهالك حسين الحوثي، ولكن قد توجد جهات أخرى لانعلمها لها مصلحة في تغييب جواس، مايستوجب عدم التسرع في توجيه اصابع الاتهام لأي جهة كانت، حتى تتم التحقيقات الدقيقة والمكثفة، لكي لا يفلت الفاعل الحقيقي من العقاب، كما حدث في المرات السابقة.
لو اننا وضعنا كل الفرضيات، فمن الواجب افتراض ان هناك جهة نعتقد انها صديقة وتريد التخلص من القيادات العسكرية الكبيرة، خاصة مع اقتراب مرحلة البحث عن حلول نهائية للأزمة اليمنية، أو ان جهة محلية تخلصت من الرجل في اطار الصراع الجنوبي الجنوبي.
يظل الحوثي هو المستفيد من اغتيال جواس، على الاقل من حيث انه انتقام لقائدهم المقبور، وحتى هذا يحتاج لكثير من التفكير، كيف يتمكن الحوثيين (لو افترضنا انهم هم الفاعلين) من تتبع الشهيد ومرافقيه داخل عدن، التي تقع تحت سيطرة قوات جيش وأمن جنوبيين بالكامل، وزرع العبوة في سيارتهم وتنفيذ الاغتيال واخلاء المنطقة بسلام ؟!، انه سؤال كبير يجب على من يسيطر على عدن الإجابة عليه.
كما سبق وأن قلنا، يجب وضع كل الفرضيات والاحتمالات، وعدم التسرع بتوجيه الاتهامات يمين ويسار، حفاظا على الحقيقة وحقوق الشهداء في الاقتصاص لهم، لا أن تذهب دمائهم هدرا.
ان المسؤولية الكبرى عن هذه الحادثة وما سبقها، تتحملها الأجهزة الأمنية في عدن والمحافظات المجاورة لها، كون هذا ان لم يكن بتواطؤ وتساهل منها، فهو فشل كبير تستوجب عليه قيادات جميع الأجهزة المحاسبة والعقاب.
فهل سيقدم مدير عام أمن عدن استقالته، وباقي القادة الأمنيين الذين تقع حادثة اغتيال الشهيد جواس في نطاق مسؤولياتهم جغرافيا، أو أن تتم اقالتهم والتحقيق معهم ومحاسبتهم بشدة؟!.