لم أكن أعرف أنها الصدفة الأخيرة التي ترى فيها عيني المناضل اللواء ثابت جواس، عن قرب شديد..
كان على بعد طاولة منا في مطعم السومحي على ساحل أبين ظهر يوم الاثنين..
تبادلنا النظرات والابتسامات والإيماء بالروؤس نتبادل التحايا...
كنت أنا ورفقتي نهمس بإعجاب... هذا جواس.. رفيقاي كانا أشد حماسة وهما يعددان مناقبه ونضاله ومانسب إليه من بطولات تصديه للحوثي..
أتفقنا أن هذه وحدها تكفي لأن تكون رصيد هائل من البطولات في البنك البطولي لهذا الرجل ..
شعر الرجل الذي كان يجلس برفقة عدد من الحرس لايتجاوزون أصابع اليدين، ومنهم من إختط الشيب لحيته بنا نتهامس وننظر إليه سلم علينا وكرر السلام مرات متفرقة..
ولكن ما اثأر عجبي أن الشهيد كان يبدو بصحة ممتازة وحيوية ونشاط عاليين، فقد كان الإنطباع عندي من كثر أحاديث وقصص قديمة عنه إني سأرى رجلاً كهلا ثقيل الحركة، وربما ذلك ما جعل حزني وصدمتي عليه إثر هذا الحادث الإجرامي يتضاعف..
فالوطن بحاجة لرجل مثله لا يزال قادراً على العطاء في ظل هذه الظروف العصيبة..
عندما خرجنا خرج هو إيضاً كنا ننظر إليه ومن حوله وهم يتجهون إلى سيارة هيلوكس لم ارى سيارة مصفحة لم ارى أطقم عسكرية كان على لساني شيء لم أصرح به لرفاقي رجل بهذه المكانة والأهمية لا تتوفر له الحماية على أقل تقدير مثل اكثر مناضلي الغفلة التي تملئ أطقمهم شوارع مدينتنا المكلومة..! لازلت أعاني من ألم في القلب وغصة في الحلق و مرارة الانكسار والهزيمة النفسية ، رغم موساتي لنفسي بتذكيرها أنه قد غاب عنا سيد الأمة وخير رجل فيها، رجل لا يقارن.. رحل حبيبنا و سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و هل بعد رحيله أشد خسراناً؟!!
في عصرنا هذا سنظل ننزف الرجال ونبتلى بتكاثر أشباه الرجال الى أن يحدث الله أمرا..
رحمك الله وغفر لك و رحم من سبقوك من الأبطال.. إنا لله وإنا إليه راجعون