حيد الجزيل .. قرية حضرمية تطفو على صخرة عملاقة

استطلاع / أحمد بامفلح

    مع انسام الصباح الأولى ثار في خلدي زيارة قرية عجيبة ..أخاذه في ملامحها وطبيعة بناءها .. لم يكن لدي هم غير أن احضن تلك القرية .. تسلقت دراجتي بعد أن حزمت امتعتي ومشيت في عجلة لا تهدأ كعاشق يتصبب للقاء من سلبت فؤاده .. توغلت في أعماق واد دوعن الأيسر حتى طلع عليّ نور حيد الجزيل .. كنت أنا وهذه القرية على موعد حميم .. ولشدت الاعجاب بهذه الصخرة الضخمة وما تحمل عليها من مباني وأناس تسمرت في مكاني ورجعت إلى وسواسي وتساءلت كيف بُنيت ؟ ومن بناها ؟ ومن حمل الطين إليها ؟ لقد شعرت بأنهم من يقطن هذه القرية أناس غير عاديين .. أنهم عظماء .. بل من أولي العزم ! صعدت العقبة بصعوبة في أديم طريق غير سالك .. وصلت بشق النفس وتنفست الصعداء .. قابلت حينها رجل مسن .. وهميت إلى نفسي ذلك ما كنا نبغي .. سلمت عليه وجلست معه وبدأ الحديث الشجون يثار حول القرية. قرية حيد الجزيل هي قرية أثرية تفوق أعجوبتها الوصف تقع هذه القرية الخلابة وسط مناظر طبيعية مدهشة في وادي دوعن وهو أحد أودية غرب حضرموت والذي يعتبر من أشهر الأماكن السياحية في اليمن حيث تحف الجبال الجافة والهضاب العالية هذه القرية يبلغ ارتفاع القرية 350 قدم مع جانبين عموديين في وادي دوعن ، وتبدو وكأنها جمل رابض على رمال البيداء أو صدفة تضم بين دفتيها حبات اللؤلؤ. قرية حيد الجزيل تقع على قمة صخر عملاقة ، والوصول إلى هذه القرية أن يكون الزائر من الذين لا يخشون المرتفعات ولا يرهبون العلو . يستوطن هذه القرية أناس من آل العمودي و آل باعبود الذين اصبحو منذ القدم نسيج صخري متلاءم مع طبيعة القرية الصخرية وبما أن اليمن ليس لديها أي أنهار دائمة لذلك فإن المصدر الوحيد للمياه الذي يعتمد عليه سكان هذه القرية هو الأودية التي تمتلئ بالمياه الموسمية، وعندما تمطر فإن الرعاة وقطعانهم من الماعز ينطلقون بسعادة في قاع الوادي يغنون الاهازيج ويمرحون في فسيح الوادي . تم بناء منازل قرية حيد الجزيل على حافة جرف الصخرة باستخدام الطوب اللبن والأرضيات الخشبية لتفصل بين الطوابق ، ولكن يجب أن يتم إصلاح هذه المباني باستمرار خاصة بعد الأمطار الصيفية ، ويشار إلى أن بعض هذه المنازل تعود إلى 500 عام . يستوطن هذه القرية أناس من آل العمودي و آل باعبود الذين اصبحو منذ القدم نسيج صخري متلاءم مع طبيعة القرية الصخرية وبما أن اليمن ليس لديها أي أنهار دائمة لذلك فإن المصدر الوحيد للمياه الذي يعتمد عليه سكان هذه القرية هو الأودية التي تمتلئ بالمياه الموسمية، وعندما تمطر فإن الرعاة وقطعانهم من الماعز ينطلقون بسعادة في قاع الوادي يغنون الاهازيج ويمرحون في فسيح الوادي . تم بناء منازل قرية حيد الجزيل على حافة جرف الصخرة باستخدام الطوب اللبن والأرضيات الخشبية لتفصل بين الطوابق ، ولكن يجب أن يتم إصلاح هذه المباني باستمرار خاصة بعد الأمطار الصيفية ، ويشار إلى أن بعض هذه المنازل تعود إلى 500 عام . وتمكن سكان القرية من بناء هياكل مبتكرة ومتطورة على صخرة ترتفع عن الوادي بنحو 150 مترا، لتشبه إلى حد كبير مملكة الخواتم التي ظهرت في سلسلة الأفلام الشهيرة التي تحمل نفس الاسم لتمنح السياح مشهد جميل على هذا الوادي من أعلى. الناس هنا طيبون ويعيشون حياة هادئة بعيدة عن صخب المدينة ولكن ذلك لا يعني أنهم ليس بحاجة إلى تطوير مشاريع المياه والكهرباء والصحة وسفلتت العقبة المتعجرفة التي تعد شريان حياة وهمزة وصل بينهم وبين القرى الأخرى وحمل بعض من مشكلاتهم وتلبية متطلباتهم. أن اليمن غني بتحف فريدة ومواقع أثرية ضاربة في جذور القدم لم تكن في اهتمام الجهات المعنية واصبحت مهمشة وبعيدة عن اي حضوة وعناية بالتراث المادي الذي يشكل الدلالة العميقة للدولة ورمز عملاق للحضارة القديمة .

الأكثر زيارة