استطلاع/ مصعب موسى وادي حضرموت وادي الجمال الحضاري وادي التحف المعمارية الفنية الفريدة، به العديد من المعالم الأثرية والتي يرجع زمنها الى ما ض بعيد من التاريخ، فمختلف مناطقه لا تخلوا من بعض المعالم الأثرية القديمة، فمدينة الطويلة سيئون يكسوها معلم أثري قديم، وتحفة معمارية فريدة، يكلأها الجمال.
قصر سيئون أو بمسمى آخر قصر (السلطان الكثيري) يُعد قصر حكم السلاطين الكثيريين فهو من أهم المعالم اليمنية المعمارية والتاريخية والسياحية ككل، واختارته الحكوميه اليمنية لتكون صورته في واجهة العملة الاكبر قيمة ألف ريال.
وكان السلطان أبوطويرق الكثيري هوأول من اتخذ القصر مقرًا لإقامته عام 1516 م ، والذي يحتوي في جنباته على 96 غرفة منها ٤٥ غرفة كبيرة، ويضم 32 حمامًا ودورة مياه وبه 14 مستودعًا ومخزنًا، بالإضافة إلى 20 سطحًا جانبيًا شبيهًا ببناء المدرجات الزراعية وكذلك ساحه وسور بني كتحصين للقصر.
وجمع بناء القصر في المرحلة الأولى بين مختلف فنون العمارة ووجدت تشكيلات في البناء على شكل النجمة السداسية والشمعدان اليهودي والهلال، واستغرق بناء القصر 15 عامًا، والمساحة الكلية التي بني عليها القصر تبلغ 5400متر مربع ويبلغ ارتفاعه 34 مترا. يتألف القصر من ستة طوابق مبنية من الطين الناعم ومطليه بالنورة( مادة تستخدم في صنع أنواع من المالط والشيد والطلاء( والقضاض ) وتعني الحجر البركاني).
الفن المعماري يعكس التاريخ اليمني الذي وجدت فيه الديانة اليهودية ثم المسيحية ثم الديانة الإسلامية وقام السلطان غالب بن محسن الكثيري في العام 1274هجري بتجديد القصر وتوسعته، ثم قام علي بن منصور الكثيري بإتمام العمارة بالشكل الذي نراه اليوم بهذه الحله الفريدة ، وكان الانتهاء من ذلك في العام 1533 هجري. و يوجد في القصر متحفًا يحتوي على الآثار والصور والعديد من المصنوعات الحرفية والأدوات التي تستخدم في تلك الحقبة الزمنية القديمة.
يتربع القصر في وسط السوق العام بمدينة سيئون بل يتوسطها ككل وله منظر خلاب عندما تقف أمامه، وتستشعر ضخامتة وتخر عيناك شوقًا لدخوله عند نظرتك له، ويتهاف يوميًا _قبل انتشار فيروس كورونا_ الزوار له من كل حدب من مختلف المحافظات والبلدان العربية والغربية وتفتخر مدينة سيئون السياحة بوجود هذا المعلم الأثري فيها، الذي جعل أبناء وأهالي هذه المدينة يسعدون بانتمائهم اليها.
تذهب اجيال وتأتى أجيال ولازال أبناء الأجيال يحافظون على تراث الأجيال حتى يبقى شامخًا لقادم الأيام .