استطلاع/ مروى سالم بن جامع
قادتني قدماي إلى زيارة متحف الفقيد المبدع الشاعر (حسين أبوبكر المحضار) الثقافي في مدينة الشحر الجميلة بحضرموت، فترسخت في ذاكرتي اكثر حُب المحضار _رحمه الله- لوطنه.
حيث بدأت اتجول في أركان هذا المتحف الجميل ومايحتويه من اعمال وثقت بدايات المحضار وصور له ولإبناءه وأقاربه وشهاداته وصور مشاركاته التي ظلت كأثر وإرث كبير تتناقله الأجيال وتستسقي من منهله لب الفن والثقافة والأدب، سواء من كُتب شعرية ثقافية هادفة متحدثة عن الزمن الجميل ومايمثله من أهمية في ثراتنا الشعري الغنائي وأُطلعنا _من خلال مدير المتحف أمين بن عويش- على تاريخ الشاعر (حسين المحضار )، وأن هذا المتحف أقيم تخليداً للشاعر والمبدع الكبير (حسين أبوبكر المحضار) وأعترافاً بدور الفقيد في حياتنا الثقافية والعربية وإبراز الدور الرائد للشاعر ومكانته المتميزة بين الشعراء والملحنين ونشر الموروث الأدبي .
يقول الشاعر الشعبي القدير / المخضرم محمد علي الحباني _وهو صديق للشاعر المحضار ومن شعراء وقته الذين كانوا يشاركونه الشعر في المناسبات والدان الحضرمي وغيره _ أن فقدان المحضار مثل خسارة كبيرة علينا، فمثل هذه الشخصية لايمكن أن تتعوض أو تتكرر وأن المحضار كان كريم معهم وكان يعطف عليهم معنوياً ومادياً وثقافياً وفكرياً.. وأنه لاتمر ساعتين في اليوم إلا وجادت قريحته ببعض من قصائده التي تعبر عن حبه لموطنه وبيئته التي ترعرع فيها ، تلك البيئة التي أحتضنت شاعريته والمحيط الذي ألهمه الشعر والفن.
لذا فالمحضار صورة من صور الخلود الشعري الذي رسمته طاقاته الإبداعية في سطور مذكرات القلوب. وهذا دليل قاطع لحب المحضار لهذه المعالم وتلذذه بذكرها، قائلًا:
باشل حبك معــي بلقيـه زادي ومرافقي في السفر
×××
وبــاتلذد بـذكـرك فــي بـلادي فـي مقيلـي والسمر
×××
وانته عسى عاد باتذكر ودادي وان قـــد تنــاسيت
×××
ياما ناس جم مثلك تناسوا الوداد
×××
في خير أنته ونا بنلتقي في (( سعــــاد )) .
وهذه كانت حكاية هذا المتحف العظيم والمعرض الثقافي في مدينة الشحر والذي ختمناه بحُب وشوق لملاقاة هذه الشخصية البارزة تغمده الله بواسع رحمته ، وفي نهاية المطاف قدمنا شكرنا وتقديرنا لإدارة المتحف على الجهود التي بذلوها للحفاظ على هذا الموروث الحضرمي الهامة من هامات الوطن العربي.