على ضفاف الوطن

شعر/ محمد ناصر شيخ الجعمي

أمرُّ حولك لا صَحْوٌ ولا ثَمِلُ

في الحالتين أرى حُزْني واشْتَعِلُ

أُهَادِنُ الوقْتَ علّي أسْتَريِحُِ وَما

تُغْني الخُراَفَاتُ والآمالُ تَرْتَحِلُ

قَالَتْ ليَ الرْيحُ هَذَا بَعْضُ ماكسَبَتْ

يَدَاكَ مُذْ كُنت َ للأوهامِ تَنْتَعِلُ

مازال يَحْمِلُني همي وأحْمِلهُ

مِثْلُ الغريب وَقَدْ ضَاقَتْ بهِ السّبُلُ

أمرُّ حولك لا أُنْسٌ ولا سَمَرٌ

فكيفَ يهربُ من أحزانهِ الوجلُ

وكيفَ يبكي غَريبُ الدّارِ مُوطِنَهُ

ولمْ يَعُدْ منْ بَقَايَا رَسْمهِ طَللُ

هنا اقامتْ عروشُ البغيِ الويةً

للموتِ واسْتَخْدَمَتْ أذْنَابَهَا الدّوَلُ

وخلف هذا المدى تَغْفُو على سفرٍ

حَقَائبُ العمرِ والأحلامُ تنجدلُ

مَاذَا جَنَينَا منَ الأحْقَادِ قُلتُ لهَا

يَا هِنْدُ ليْتَ الأسَىْ ينأَى ويَنْتَقِلُ

قَالتْ: دَنَا الليل ُ والأرجاءُ ساكنةٌ

وأنت بالهمِّ والأحزانِ ترتجلُ

على ضفافِ ليَالي الصّبرِ في عَدَنٍ

أسْرَى بِكَ الشِّعرُ أمْ ضَاقتْ بِكَ الحيَلُ

امرُّ حولكَ والأرْجَاءُ موحشة

وقَدْ أحَاطَتْ بكَ الأرْزَاءُ والعِلَلُ

نصفي هُنَاكَ بلونِ البُنّ اتْركهُ

والدّمع منْ وجعِ الأحْدَاقِ يَنْهَمِلُ

ولي هُنَا أمنِيَات كُنْتُ أجْمَعُها

الليلُ يَنْشدُها والبحرُ والجبلُ

أزالُ والليلُ والأقْمَارُ شاحِبَةٌ

والقلبُ مازالَ بالآمال يَبْتَهِلُ

لا لون للعيدِ في أحْدَاقِنَا فَمَتَى

بالنّورِ تَزهُو ليَالِينَا وتكتَحِلُ.

                                                                                                            من صفحة الكاتب

الأكثر زيارة