لطالما ارتبطت المدن بمعالمها التاريخية على مدى السنين ها هي المدرسة الوسطى بمدينة العلم والعلماء مدينة الحب والعطاء (مدينة غيل باوزير) بحضرموت التي تخرج منها الكثير والكثير من ساسة الدولة ومنهم من وصل إلى هرم الدولة بمنصب رئيس الجمهورية.
اسئلة كثيرة جالت في ذهني وانا في طريقي إليها منها، كيف هي تلك المدرسة وكيف كانت تُدار وكيف أثارها وكيف هي اليوم، ومن هؤلاء القادة الذين تخرجوا منها؟ تلك الاسئلة وغيرها يُجيب عليها هذا الاستطلاع في السطور القادمة.
استطلاع/ شيماء محمد الراشدي
شُغِفنا لاكتشاف السر الذي يحويه هذا الصرح التعليمي .. فلم نكتفِ بسؤالنا عن عموميات المدرسة الوسطى ! بل قادنا حُب العلم والمعرفة بأن نخصص يومًا لزيارتها..وعند دخولنا مدينة الغيل شاهدنا شوارعها وهي تتعانق فيها الاشجار الشاهقة، والبناء العمراني العتيق، وحتى وصلنا امام بوابة المدرسة أدهشنا ذلك المعلم التاريخي ببوابته المنقوشة التي تمثل عراقة المكان وقدمه واصالته.
معمل تفريخ للقادة
يُشير مرشد المدرسة: انها اكتسبت شهرة واسعة وتخرج منها قادة وسفراء ومؤلفون وكُتاب كِبار لجودة منهجها الدراسي االذي يمكن معادلته بالجامعة حاليا.
ومضى يقول: طلابها كانوا يتحدثون بالانجليزية وهم في الصف الثاني لقد كان هناك برنامج يومي منتظم يلتزم به جميع الطلاب وهذا ماجعل للمدرسة الوسطى شهرة واسعة ليس على مستوى حضرموت او اليمن فقط بل فقد تعدت الى خارج اليمن وكان يدرس فيها طلاب من سلطنة عمان واندونيسيا وغيرهما وكانت المدرسة تضم الطلاب المتفوقين والمبرزين من الابتدائية ولذلك فقد تخرج منها نخبة ومنهم القادة والسفراء والكتاب الكبار والمؤلفين.
احرقوها في 94م
في حرب الدفاع عن الوحدة صيف 1994م تعرضت المدرسة لأبشع عملية تدمير عندما صب عليها المجرمون البترول وجعلوها تحترق ولم يستطع احد من هول الحريق دخولها لإطفاءالحريق الا بعض من أبنائها المخلصين وبعد ان وضعت الحرب اوزارها اكتشفنا ان كل الوثائق والمستندات المهمه قد احرقت.
وكان بعد الاستقلال اصاب المدرسه الاهمال وشققت جدرانها وبدأت تتهاوى مبنى ومنهجا وقد تركت زملائي خلسة ووقفت امام خريجي هذه المدرسة على مدى عدة سنوات لعل هناك العديد والعديد من خريجيها قد تولوا رئاسة الدولة ومفتي الدين والمشايخ وعلماء الدين والفقه وكبار رجال الأعمال وغيرهم، أمثال علي سالم البيض رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية وأول نائب لرئيس الجمهورية اليمنية السابق، والمستشار حيدر ابو بكر العطاس، ومحافظ عدن (94م)، ووزير الداخلية السابق العميد صالح منصر السيلي، ورئيس الوزراء اليمني السابق فرج بن غانم، وكذا رئيس الوزراء اليمني السابق فيصل بن شملان رحمهما الله.