(إهداء) و إعادة نشر بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لرحيل عملاق الشعر العربي الأستاذ/ عبدالله البردوني.. معارضتي لقصيدة البردوني "أبو تمام وعروبة اليوم " #البردوني_وعروبة_اليوم.
شعر:محمد الجعمي
بُحْ لي بِماشِئتَ لا لومٌ ولا عَتَبُ
ولا يضقْ بقريضي صدْرُكَ الرحبُ
يا حادي الشّعْر يامرسال أغنية
مِنَ الأغاني التي يحلو بها الطربُ
أبْحَرْتَ خَلْفَ "حَبيْبٍ" والمدى سَفَرٌ
والكُلّ ينأى و يبْقَى الحزنُ وَ النَشَبُ
أوْغلتَ في سَفَرٍ ثَان ٍ ونَحْنُ على
صدى أغَانيك َ باﻷمَالِ نَرْتَقِبُ
نُطمئنُ القَلْبَِ بألأحْلَامِ عَلَّ عسَىَ
وَنَسْألُ اللّهَ صبْراً كيف نَحْتَسِبُ!
دأب الَّذِينَ أضَاعَوْا مَجْدَهُم وغَدَوْا
يَسْتَعْطِفُوْنَ المُنَى وصْلاً فتَحْتَجِبُ
بُحْ لي بِماشِئتَ وَارْحَلْ بالحَنِينِ إلى
مرَابِعٍ أبْحَرَتْ منْ رَمْلها الشهُبُ
واكتُبْ لَمنْ صنعوا التاريخ.ملحمة
ولاتلمْ غدر منْ خَانوا وَ منْ كذبوا
بالسمعِ أبْصَرتَ مايخْفي الضياء ُ ولَمْ
نبصر باعْيُنِناَ شيئاً أتعْتَجبُ!
وكُلَّمَا لاحَ صُبْحٌ. كُنتَ تسْألهُ
نورًا بِلونِ المُنَى يَحنُو وَ يَقْتَربُ
قلْ لابْنَ (نخلةَ) هذا وارتقب خبرا
ولاتَسَلْ عَنْ بلادٍ هدها السَغَبُ
أكلَّمَا قُلْت:ُ أنْسَى عُدْتُ مُنكسراً
" كما الِفتُ أرى وَجْهي وَ أكتئبُ
" كلُّ الرماح بصدري تستفزُ دمي
وَ أينَ قومي أقاموا اليومَ أمْ ذهبوا
البَحْرُ والرمْلُ ملك الروم يا أبتي
وَ الملحُ وَ الغازُ وَ البترولُ وَ الذْهَبُ
قُلْ لابْنَ هارونَ كَمْ مِنْ دمْعةٍ ذُرِفَتْ
مِنْ حرةٍ في زبلادِ العُرْبِ تُغْتَصَبُ
ومَاسمعنا لأصْناَمِ العُروشِ صدى
ولا جبَاه ٌ لهُمْ تنْدَىْ وَلَا هَدَبُ
سبعونَ والمسْجد ِالأقْصَى عَلى مَضَضٍ
يستنجد القومَ هلْ مِنْ فَارِسٍ يثِبُ
وَكُلَّمَا لاحَ طيفٌ للمنَى عَصَفتْ
به الرياحُ وَحَالَتْ دونَهُ الحُجَبُ
أكلَّمَا صَرَخَتْ ثكلى كتبتُ لها
ماتَ الرْشيدُ إلى مَنْ يُرْسَلُ الطَلبُ
بُحْ لي بِماشِئتَ هذا اللحنُ تعْرِفهُ
ولا تسلْ كيْفَ تَنْسَى ثأرها العَرَبُ؟
لقَدْ هرمنا وفي محْرَابِ غربتنا
عَرُوْبَة ما اعتلى مَنْ جَمْرِهَا لَهَبُ
ونَحْنُ في كُلّ قُطرٍ نَرتجي قبسا
لَعَلّنا نصْطلي يوما وَ نَلْتَهِبُ
وكَمْ نَسَجْنا رُؤاهَا وَهْيَ حَالمةٌ
ترْنُوْ بعينٍ إليْنَا كلّها عَتَبُ
ونَحْنُ نسْقي المنَافي مِلحَ ادمعنا
وَقَدْ تَنَاءَتْ بِنَا الأعْوَامُ والحقبُ
عروبةُ اليومِ هَلْ مازِلتَ تَنْشدُهَا
أمْ شَاقَكَ النّومُ أعْيَا قلبَكَ التعبُ؟!