صندوق مجوهرات أحمر صغير، له بطانة حمراء حرير... ما بداخله ليس قلادة أو ذهب، بل مجموعة من الأسنان القديمة، هذه أسنان هتلر! هذا ما كتبته إيلينا رزيفسكايا، وهي كاتبة ومترجمة روسية كانت تعمل في الجيش، والتي رأت الصندوق وانطلقت في رحلة البحث لتأكيد أن هذه الأسنان فعلاً تعود الى أدولف هتلر بعد انتحاره وحرق جثته، بحيث انتشرت أخبار بأنه لم ينتحر وعاش متخفياً. ويقال بحسب المؤرخين والباحثين أن الحاكم السوفياتي جوزف ستالين في تلك الحقبة أراد الاحتفاظ ببقايا هتلر لإطالة خبر وفاته، ولمواصلة التوتر بين الحلفاء. وتقول إيلينا: "لو بقي هتلر على قيد الحياة، فالنازية لم تكن قد هُزمت بعد والعالم بالتأكيد كان في خطر أكبر".
تجربة إيلينا نشرت في كتابها الشهير memories of a wartime interpreter، حيث قالت إنها كانت تحمل أسنان هتلر بعد انتحاره وتبحث عن طبيب أسنانه في برلين، ولم تكن تتوقع أن تعثر على مساعدة الطبيب التي تبلغ 35 عاماً، وإسمها كيثي هيوسيرمان، والتي كانت تعرف أن صور وفحوصات أسنان هتلر موجودة في غرفة الطبيب في القبو تحت المستشفى! وبعدما وصلوا الى سجلات الزعيم النازي، أكدت مساعدة الطبيب أن هذه الأسنان بالفعل لهتلر. وفي حينها، دفعت كيثي ثمناً باهظاً لتصرفها، واحتجزت في حبس إنفرادي لمدة 6 سنوات في روسيا قبل أن يتم إرسالها الى سيبيريا لمدة 4 سنوات، وذلك لكونها طبيبة أسنان النازيين وبتهم إطالة الحرب ومساعدة الدولة الألمانية.
وتقول إيلينا في كتابها: "إن عبء الشعور بالذنب لن يتركني أبداً لإلحاق مثل هذه المعاناة لكيثي. ولكن إذا لم أكن قد عثرت عليها فربما كان الغموض سيد الموقف حول مكان هتلر. وأكدت أن وكالات للانباء حينها استمرت في الإبلاغ عن شائعات بأن هتلر شوهد يهبط في الأرجنتين وهو يرتدي زي امرأة، أو شوهد في إسبانيا لإنكار خبر انتحاره. تلك الحادثة المروعة هي ذروة مذكرات إيلينا التي لا تُنسى، والمليئة بالأوصاف المؤثرة جداً للمشاهد التي واجهتها عندما سافرت مع الجيش الروسي من موسكو في أوائل عام 1942 إلى برلين. كانت وظيفتها ترجمة استجوابات أسرى الحرب الألمان وقراءة اليوميات الموجودة في جيوبهم.
وتقول إيلينا: "هناك تأكيد حول حقيقة أن موت هتلر لم يكن اغتيالاً، وإنما انتحار مزدوج من قبله هو وزوجته إيفا براون في يوم واحد، وعلى ما يبدو أن إيفا أصرت على الرحيل مع زوجها التي ارتبطت به قبل ساعات من الانتحار فقط". وبعد عملية الانتحار، تروي أنه حملتا الجثتين إلى خارج القبو على الدور الأرضي فوق الأرض، عبر مخرج الطوارئ، ومن ثم إلى حديقة صغيرة حيث تم رشهما بالبنزين وحرقهما بواسطة عناصر الحرس الخاص بهتلر. ولكن لم تحترق الجثتان تماماً". كانت إيلينا أول من قرأ الرسائل الموجودة في القبو حيث تقول إن هتلر كتبها في خط ضخم، لأن نظره كان سيئاً جداً. وتقول: "ستالين طلب أسنان هتلر ليبقي معه الدليل على وفاته، ولإطالة تأكيد الخبر، بالإضافة الى زيادة التوتر بين الحلفاء".
عاشت إيلينا في الاتحاد السوفييتي لعقود، وتوفيت في عام 2017. وقالت إنها شعرت بارتياح كبير عندما سمعت أن كيثي خرجت في نهاية المطاف من سجون الاتحاد السوفيتي وهي تبلغ من العمر 45 عاماً ومن ثم عاشت 40 عاماً أخرى، وعُرف لاحقاً أن خطيبها كان يعتقد منذ فترة طويلة أنها توفيت أو تزوجت شخصاً آخر.
فهل كنتم تعلمون أن ستالين سرق أسنان هتلر في تلك الحقبة التاريخية؟