كتب/ منصورعامر
يصادف اليوم ال 26 من ديسمبر الذكرى ال27 لرحيل الفنان محمد عبده زيدي عندليب عدن الاسمر الذي أثرى حياتنا الفنية والوجدانية والوطنية بأغانيه وألحانه العدنية الشجية التي لازالت حتى اليوم متغلغلة في عقولنا وقلوبنا وفي الذاكرة الفنية العدنية خصوصا واليمنية بالعموم وستظل على مدى التاريخ الحاضر والمستقبل بأذن الله. رغم أن الفنان الزيدي رحل عن دنيانا منذو اكثر من ربع قرن في 1993/12/26م ، فقد شعرت أنه من الواجب كتابة هذا المقال بعد أن أصبحنا اليوم بين الشئ وألا شئ وبين الحلم وأعادة تركيب الواقع...بين لحظة نتسابق أليها فيسبقنا الذي مضى ونقف في ذهول أمام تاريخ الذاكرة ، وكمحب لفنه الرائع والذي نعشقه جميعا في أسرتي ، ولعلى أخي الاصغر الدكتور/ عبدالسلام عامر كان الاكثر قربا منه حين كان طالبا في معهد الفنون الجميلة في عدن مطلع الثمانينات ، بل وعمل وشارك معه في حفلات ككورال ، فجميعنا نعتبر الزيدي فنان وقيمة فنية خالدة ، كنا نعشقه ونحبه مثل عديد الأسر العدنية واليمنية. لقد ساهم الفنان الانسان / محمد عبده زيدي في تنمية احاسيسنا ووجداننا ومداركنا ووعينا الثقافي الفني الغنائي العاطفي والوطني العميق في تاريخنا وتراثنا اليمني والعربي والانساني وكان واحدا من عمالقة الفن في الطرب الأصيل المتجدد دوما ، فهو رحمة الله عليه كان كتلة من المشاعر والاحاسيس الرقيقة والعذبة والتي جسدت بشكل جلي وواضح في مجمل أعماله الفنية... فمن منا لايحب أن يسمع روائع الزيدي [[ كالسعادة _ وفقدان كثير _ أغلى حب_ ياقلبي كفايه _ زي بعضه _ أنا عارف ظروفك _ وأخريات ]] من تلك السلسلة الذهبية لروائع الغناء والألحان والطرب العدني الأصيل لقد شكل الفنان الراحل الزيدي رحمه الله مع الشاعر مصطفى خضر ثنائي رائع وجميل فقدما لنا أعذب الكلمات والأنغام، كما غنى لعديد الشعراء حبيب العمر للحميقاني ، أحلف بحسنك للامير صالح مهدي ، الشك عني يبعدك للبريكي ، غصب عني للجابري ، لاتتعب نفسك للطفي جعفر أمان....وآخرين منهم الشاعر العربي الراحل نزار قباني رساله حبيب والشاعر أسكندر ثابت ( صابر ) كما غنى له كثير من الفنانين والفنانات ابرزهم صباح منصر ( قلي احبك) للشاعر عبدالله عبدالكريم، وكذا الفنانة رجاء باسودان ، والفنان نجيب سعيد ثابت والفنانة كفي عراقي والفنان جمال داؤود ، والفنان عصام خليدي، ومحمدخميس وأخرين... وهناك من يغني له اليوم بعد وفاته ولازال الكاسيت والسيدي والقنوات الفضائية وكل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وبكل أشكالها كالهاتف الجوال لازال الزيدي رقما فنيا معبرا فيها ، بأجمل الحانه والتي لم يدركها رحمة الله عليه ولن ينتهي هذا لأصالة فنه وسيتواصل ذلك جيل بعد جيل بأذن الله، كما قدم للوطن ملاحم فنية لاتنسى وفي محطات وطنية هامة وأعمال كثيرة أعطت الذائقة الوطنية زخما ودعما كبير لعلى أشهرها ( الوصية) لفريد بركات ، و(ياسلام يا تلال) لأحمد ناصر الحماطي ، (والله بلدنا نورت ) لعبدالله عبدالكريم ، و(ياجميله) للراحل أحمد سيف ثابت . وبتلك الأعمال الخالدة الذكر ذات القيمة الجمالية والمعبرة عن وجدان الناس وحماسهم الوطني الزاخر وفي حقبة تاريخية جسدت روح الانتماء والتضحية والفداء للوطن كان يؤكد رحمة الله عليه بأنه فنان وأنسان عاشق للحياة وللوطن والناس.... فألف ألف رحمه ونور تنزل على قبره في ذكرى رحيله ال27 ولنقرأ له الفاتحة وندعوا الله له بالمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته