أطلت الفنانة السورية، شهد برمدا، على جمهورها لتروي قصتها ما بين الفن والمجتمع، وصراعها الذي عاشته ولا تزال تعيشه بين فنها ومجتمعها المحافظ.
وتحدثت شهد برمدا لبرنامج "شو القصة" عن السبب الذي يجعلها مقلة في ظهورها ونشاطاتها، فبعض النشاطات والمشاريع الفنية لا تناسبها كونها ابنة عائلة محافظة، وهي تعيش حالة تشتت ما بين إرضاء مجتمعها، والحفاظ على مسيرتها الفنية التي تأثرت بشكل كبير بسبب تلك القيود.
وفي تصريح قد يبدو غريبا بعض الشيء، قالت المغنية السورية إن عائلتها طلبت منها تغيير كنيتها لأنها تعتبر أن الغناء حرام وأن صوت المرأة عورة.
وأوضحت في برنامج "شو القصة" الذي يبث على قناة "لنا" أن عائلتها محافظة من الطرفين الأب والأم وصرحت بأن عائلة والدها منقسمة إلى فئتين الاولى ذات نفوذ اجتماعي والفئة الثانية هي فئة متدينة جدا حيث ما زالوا حتى الآن يعتبرون أن الدين عبارة عن أن صوت المرأة عورة وطريقة لباسها وعدم لبس الكعب العالي أو وضع مساحيق التجميل.
أما عائلة والدتها فهي عائلة ملتزمة جدا، وقالت برمدا إن كل ما تفعله يتنافى مع عائلتها منذ دخولها للوسط الفني، وأن معظم الأشخاص من عائلتها يعتبرون أنه لا يسمح وجود أحد من أفراد العائلة من الدخول هذا الوسط وذلك بسبب مكانتهم واسمهم في سوريا، لدرجة أنهم طلبوا منها أن تغير كنيتها لتصبح فقط شهد أحمد على اسم والدها.
وأشارت برمدا إلى أنها تعتبر أن هناك الكثير من الأعمال التي ترفضها وتعتبرها غير مناسبة لها كفتاة تربت ضمن عائلة محافظة، وأنها تعيش في تشتت وضياع أثر ذلك على فنها ولكن لن تسمح له أن يؤثر على حياتها.
وكشفت برمدا أنها كانت تضع الحجاب وتذهب للمجالس الدينية لكنها لم تكن مقتنعة بكل ذلك لأن الحجاب بالنسبة إليها ليس مقياسا للإيمان والدين، فوجه المرأة فيه إغراء أكثر من شعرها، وأكدت بنبرة من التحدي أنها فخورة بكل ما قدمته من أعمال حتى لو لم تصل إلى ما تريد، وأنها قادرة أن تترك أثرا وبصمة بأدواتها المقتنعة بها.
وذكرت برمدا أنها غيرت نظرتها للكثير من الأمور في الحياة لاسيما الصلاة، فقد أصبحت اليوم ترى الصلاة بمعناها العميق وتصلي بقلبها دون الضرورة للتقيد بممارسات وطقوس معينة، فالصلاة بنظرها إيمان وخشوع بالقلب وليست بحاجة لوضع وسائط للتواصل مع ربها.
وأكدت برمدا في ختام لقائها أنها ستكون موجودة لإحياء حفلات مقبلة مستقبلا. وكانت الفنانة شهد برمدا قد أطلقت مؤخرا "ميدلي" يحمل عنوان "في حب حليم"، تخليدا لذكرى الفنان المصري الراحل "عبد الحليم حافظ"، في ذكرى وفاته الـ 44، التي صادفت الـ 30 من مارس عام 1977.
المصدر: RT