عام على رحيل الفنان حسن كريدي (دوخي اليمن) في  ظل غياب وجحود رسمي بواجب العزاء

كتب/منصور عامر

رحل الفنان حسن محمد عبدالله كريدي الشهير ب حسن كريدي والملقب بدوخي اليمن في أول أيام رمضان من العام الماضي ، ولم يقدم واجب العزاء الرسمي لأسرته حتى اليوم من قبل أي مسؤول في عدن أولحج  أوالحكومة  أو رئيس الدولة كما يحدث دوما...وهو واجب أخلاقي وأنساني عليهم... فقيدنا الفنان حسن كريدي واحدا من الجيل الذهبي للاغنية اللحجية والوطنية ،  وخلال خمسون عاما من العطاء  فقد بدأ في الحركة الفنية  اللحجية بالغناء وهو طفل صغير عام1959 في الندوة الموسيقية اللحجية التي مر منها عمالقة الفن اللحجي الاصيل  بينما كانت البداية الحقيقية له حين وقف أمام الجمهور عام1964 وقدم أغنيته الأولى وهو أول من غناها قطفت وردة يارب تنصر الوحدة جمال الأول والسلال من بعده.... حسن كريدي الشهير بدوخي اليمن له رصيد فني يحترم وبصمته ستظل عالقة في الارشيف الفني الوطني... ومن الاغاني التي سجلها في اذاعة عدن عام1964 ( بغنجه والدلال) وكذا ( والله ماتحلحل حتى يلتفت)..، كما غنى عام1965  قضيت العمر ياقلبي  من الحان فضل محمد اللحجي.

أغاني لازالت في الذاكرتي الفنية اللحجية والعدنية على وجه الخصوص والثقافة الوطنية بالعموم ولازالت الاجيال ترددها وتطربنا بها حين نسمعها الفنان حسن كريدي رحمه الله كان والده موسيقيا  أيام السلطنه اللحجية وأخيه الأكبر الفنان  المعروف فضل كريدي الذي يصارع المرض في منزله حتى اليوم  ، وأخواته البنات لهن تسجيلات قديمة في تلفزيون عدن فهو من أسرة فنية خدمت الحركة الفنية اللحجية والوطنية بعطاء وسخاء لماذا هذا الجحود والاهمال الرسمي؟...لماذا لم تقوم الدولة الى اليوم بتقديم واجب العزاء لاسرته وتفقدها.، رحل الرجل بعد صراع مع المرض لاكثر من سبع سنوات حتى فقد بصره  وعاش في منزل صغير بالايجار بمدينة الممدارة بعد ان عاد من صنعاء عام2014، ولم يستطع حتى ترميم منزله الكائن بدارسعد والذي كملت عليه أمطار عدن الغزيرة في  السنوات الاخيرة ... تعيش أسرته اليوم حالة من البؤس والضياع لاتملك سوى معاش الفقيد الذي ليس منتظما من القوات المسلحة التي التحق بها عام 1971  وشكل مع زملائه الفرقة الوترية وظل يعمل فيها كفنان حتى اصبح قائدا للفرقة الانشادية للجيش1983، واصبح بعد ذلك الفنان الأول للقوات المسلحة وقدم خلال مشوار عمله الطويل حفلات غنائية في مختلف وحدات القوات المسلحة في الجبل والسهل والوادي والصحراء والجزر وكان حامل لبيرق الفن والترفيه للجنود البواسل المرابطين في مختلف مواقع البطولة والشرف ليرفع من معنوياتهم....

توفي وهو برتبة عقيد في التوجيه المعنوي ولكن للاسف في الكشوفات الاخيرة بعد الحرب وجد نفسه (براتب رائد)  وهو على فراش المرض ، شئ لايصدق ولكنه حصل ، ولهذا فأننا نناشد وزارة الدفاع ومدير الدائرة المالية والخيرون تعديل هذا الخطأ الذي مات فقيدنا وهو يعاني من القهر الانساني بسبب حرمانه من حقه الوظيفي ...نأمل ذلك وبالمقابل نناشد الرجل الجسور محافظة لحج اللواء أحمد عبدالله التركي أن ينصفه ويقوم بواجبه تجاه أسرة الفقيد أسوة بالاخرين الذين قام بواجبه المحمود  تجاه  أعلام المحافظة  جزيلة العطاء الفني  والفقيد حسن كريدي كان واحدا من رواد الفن اللحجي  في الزمن الجميل وأثرى الاغنية اللحجية وأرشيفها  يشهد بذلك منذو ستينات القرن الماضي ولعلى في هذا المقام اذكر أن الفنان حسن كريدي كان هو أول من غنى الرائعة ( يافاتن جمالك) في تلك المرحلة وقدم الكثير وكان عضوا في فرقة تبن الموسيقية وسجل اسطوانات (بي بي فون) كل أغانيه في البدايات الاولى _كيف لا..وهو أبن لحج ومن مواليد قرية سفيان 1951...

وفي الاخير أقول عيب على كل من يدعي المسؤولية في هذا  الوطن الملئ بالمبدعين  أبتداء من رئيس الجمهورية والحكومة ووزير الثقافة ... الخ  لماذا هذا الجحود والنكران والنسيان لواحد من أعلام الفن اليمني الاصيل...خدم الوطن بسخاء  رحل عن الدنيا في حالة من الاهمال والنكران لدوره الفني والوطني ...

عام على رحيله  وتقول أرملته أم أولاده السبعة...أن ابنها الكبير يعاني من المرض ويحتاج الرعاية الصحية ولديها أربع بنات وولدين اخرين وماتطلبه فقط  هو ترميم منزل أولادها الكائن بدارسعد بشارع النور ، وتستغرب وبحسرة شديدة بانه لم يقدم لها شيئا بما فيه واجب العزاء بعد وفاته ،  وتناشد محافظي عدن ولحج أن يبادرا  بترميم المنزل الشعبي المنكوب للفنان حسن كريدي لكي  تعيش هي وأولادها فيه بأمان وكرامة بدلا من الايجار الجائر وكأقل واجب تجاه  من عاش بسيطا ومحبا وخدم الوطن بكل أخلاص ومات مقهورا  فهل يسمعها ويغيثها الرجل النبيل/أحمد حامد لملس محافظ عدن والرجل الجسور اللواء احمد عبدالله التركي  محافظ لحج.... نأمل ذلك

الأكثر زيارة