مع قرب الملء الثاني لسد النهضة ودخول الأزمة في نفق مظلم، أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس، أن إثيوبيا تضع شروطا تعجيزية لعدم التوصل لاتفاق حول سد النهضة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن بلاده تعتبر الأكثر تأثرا بشكل مباشر من سد النهضة، موضحا أن التفاوض مع إثيوبيا شهد رفض مقترحات عدة وعدم قبولها أي اتفاق ملزم، وبالتالي فالحديث عن عدم التوقيع على اتفاق حول السد مسألة غير مقبولة.
شروط تعجيزية
من جانبه، كشف الدكتور علاء الظواهري، رئيس وفد مصر في مفاوضات سد النهضة جانبا من الشروط التعجيزية التي تضعها إثيوبيا.
وقال إن العرض الإثيوبي الأخير كان موجها للسودان في محاولة لاستقطابه، وتضمن تبادل المعلومات والبيانات حول السد وكميات التخزين والتصريف للمياه فيه، لكن تم رفضه، مشيرا إلى أن كل من مصر والسودان اشترطا وجود اتفاق أولا قبل أي تفاهم حول تبادل البيانات والمعلومات.
كما كشف أن الشروط التعجيزية تتضمن أيضا تقاسم المياه والمشروعات المستقبلية، وهو أمر لا تقبله القاهرة والخرطوم، حيث تحاول إثيوبيا استغلال أزمة السد والتفاوض حوله لانتزاع موافقة على قيامها منفردة بالتصرف وبناء أي سدود أو مشروعات على النهر مستقبلا، دون تنسيق مع دولتي المصب وبالمخالفة لقانون إدارة الأنهار الدولية المشتركة.
ولفت إلى أن أديس أبابا تدرك تماما أن دولتي المصب لن تقبلا أو تتفاوضا حول ملفات كهذه، أو ربطها بقضية سد النهضة، ولكنها تصر على وضع مثل هذه الشروط كعقبة تحول دون توقيع الاتفاق.
الحل الوحيد
إلى ذلك، أشار إلى أنه لا حل سوى إتمام الاتفاق القانوني الملزم، وبعد ذلك يمكن الاتفاق على الأرقام والمحددات الخاصة بالسد، مشيرا إلى أن إثيوبيا تحاول مغازلة السودان واستقطابه لصفها مقابل منح الخرطوم بيانات حول سد النهضة، واصفا ذلك بأنه أمر لا قيمة في النهاية.
وقال إن مصر تتفاوض دائما حول نقطة مهمة وهي الضوابط التي تحكم عملية الملء والتشغيل في فترات الجفاف، والجفاف الممتد، وألا تؤثر تلك العمليات على نصيب البلاد من المياه، مضيفا أن هناك رقما معينا من المياه يجب أن تلتزم به إثيوبيا عند التخزين وبعده يجب التوقف وتصريف كميات إلى مصر والسودان.
كما أضاف أن إثيوبيا بدأت فعليا في تعلية الممر الأوسط للسد لكي تستطيع الملء الثاني بقرار أحادي منفرد دون رغبة مصر والسودان، وهو ما يفاقم الأزمة، مضيفا أن أديس أبابا وبهذا التصرف تخالف تماما اتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في العام 2015.
عروض مصرية عدة
وكشف أن مصر قدمت عروضا فنية كثيرة لإثيوبيا من أجل تسهيل التفاوض والوصول لاتفاق، ولكنها قوبلت برفض تام من جانبها لغياب الإرادة السياسية، حيث ترفض كل هذه المقترحات لكي تتجنب تنفيذ أي التزامات. وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أكد سابقا أن القاهرة والخرطوم ستواجهان سياسيا وبكل حسم أي إجراء أحادي إثيوبي حول سد النهضة، مشددا على ان بلاده تتحسب لاستمرار تعثر المفاوضات
مصر تشكو إثيوبيا
واعتبر أن الملء الثاني لسد النهضة سيؤثر على مسار المفاوضات، مشددا على أن دولتي المصب لن تتهاونا أو تتنازلا عن حقهما في حالة وقوع الضرر الجسيم عند ملء سد النهضة.
يذكر أن مصر كانت تقدمت بخطاب رسمي تشكو فيه إثيوبيا لمجلس الأمن، وتعلن اعتراضها على اتخاذ أديس أبابا قراراً منفرداً بالملء الثاني للسد.