فرض حالة الطوارئ في طرابلس لإيقاف عبث الميليشيات

أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، برئاسة فائز السراج، حالة الطوارئ في العاصمة طرابلس وضواحيها، التي تشهد منذ نحو أسبوع اشتباكات اتسعت دائرتها بين الميليشيات المُسلحة والمشاركين فيها، ما أعاد المشهد الليبي إلى مربع العنف والاقتتال.

ووصف في بيان وزعه، مساء الأحد، أن ما يجري من اعتداءات على طرابلس وضواحيها بأنه “عبث بأمن العاصمة وسلامة المواطنين لا يمكن السكوت عليه.

وأنه يدخل في نطاق محاولات عرقلة عملية الانتقال السياسي السلمي، ويشكل إجهاضا للجهود المحلية والدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد”.

وأكد أنه “حرصا على وقف نزيف الدماء والحدّ من الخسائر البشرية والمادية، ونظرا لخطورة الوضع الراهن، ولدواعي المصلحة العامة، فإن المجلس الرئاسي يعلن حالة الطوارئ الأمنية بالعاصمة طرابلس وضواحيها بهدف حماية وسلامة المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة والمنشآت والمؤسسات الحيوية”.

واعتبر صلاح الدين الجمالي، المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا، أن هذا القرار طبيعي، وجاء نتيجة تأزم الوضع في العاصمة الليبية، وبالتالي فإنه من واجب السلطات الليبية إعلان الطوارئ.

وقال لـ”العرب” إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي “بات يُدرك أن ما تشهده العاصمة طرابلس من صدامات مُسلحة تُشكل تهديدا للأمن العام والسلم الاجتماعي وأدخلت البلاد في منعرج خطير، يستوجب بالضرورة استنفار كافة القوى لصدّ هذا الخطر”.

وتكاد مختلف القراءات تُجمع على أن المشهد في العاصمة الليبية دخل في فوضى عارمة نتيجة الانفلات المُسلح، حتى بدا أنه يسير على وقع تطورات لا تخلو من المحاولات المستميتة من للميليشيات المُتحاربة للالتفاف على المسار السياسي، وخلق قاعدة جديدة تشابكت فيها المصالح الخاصة مع الحسابات الإقليمية والدولية.

ويبدو أن المجلس الرئاسي الليبي الذي لم يتمكن خلال الأيام الماضية من فرض مقاربته على المُتحاربين الذين حولوا معركة طرابلس إلى معركة بأبعاد إقليمية ودولية، لرسم خرائط على وقع الأجندات المُتضاربة، سوى الإعلان عن حالة الطوارئ، عله بذلك يستعيد مسك زمام الأمور الذي فلت من سيطرته.

وأعلن في هذا السياق أنه سيتخذ كافة التدابير الأمنية والعسكرية والمدنية اللازمة لذلك، مُعلنا في نفس الوقت عن تشكيل لجنة لتنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاق السياسي الخاصة بالعاصمة طرابلس وباقي المدن الليبية.

غير أن الناشط السياسي الليبي صلاح البكوش عضو حزب الاتحاد من أجل الوطن الذي يرأسه عبدالرحمن السويحلي، شكك في قدرة المجلس الرئاسي على تطبيق ما أعلنه، حيث قال في اتصال هاتفي مع “العرب” من العاصمة طرابلس، “إن قرار الرئاسي فرض حالة الطوارئ لا يعني شيئا على أرض الواقع″.

وأرجع موقفه إلى أنه ليس هناك في ليبيا حاليا قانون يُحدد إعلان الطوارئ، والإجراءات التي يتعين اتخاذها، ولا يحتكم الرئاسي الليبي على آليات وقوات لتنفيذ مثل هذا الإجراء، مُرجحا في المقابل أن يكون “السراج أراد من خلال هذا القرار الظهور في صورة أنه ما زال يمسك بزمام الأمور، والحال عكس ذلك”.

وفيما حذر البكوش من أن الوضع خطير، حيث تتواصل الاشتباكات المُسلحة، والتصريحات المُلتهبة لقادة الميليشيات المُتحاربة، يرى مراقبون أن ليبيا دخلت في منعطف حاد سيترتب على نتائجه التي سترسمها الاشتباكات المُسلحة مسار جديد مُخالف تماما لموازين القوى الراهنة، خاصة وأن قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر باتت جاهزة للتدخل في طرابلس بحسب تصريحات آمر القوات الخاصة اللواء ونيس بوخماده.

 

الأكثر زيارة