دير شبيغيل: ترامب يطلب مشاركة ألمانيا بضرب الأسد

كشفت أسبوعية دير شبيغيل الألمانية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب زادت ضغوطها مؤخرا على حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لدفعها للمشاركة بتحالف دولي تسعى واشنطن لتشكيله لتوجيه ضربة عسكرية قوية للنظام السوري إن أقدم على استخدام أسلحة كيميائية ضد محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) لاستعادتها من المعارضة.

وأوضحت المجلة في عددها الصادر السبت أن موفدا أميركيا بارزا أبلغ مسؤولين ألمانا أثناء توقفه في برلين الأسبوع الماضي أن ترامب لن يقبل بأي عذر لعدم المشاركة بضرب نظام بشار الأسد.

وأشارت إلى أن هذه الضغوط المتزايدة من جانب أميركا وحلفاء آخرين وضعت ميركل في مأزق بعد رفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي -شريك حزبها المسيحي بالائتلاف الحاكم الذي تقوده- مشاركة ألمانيا في هذه الضربة، ووجود تحفظات قانونية وبرلمانية على المشاركة بالهجوم. ' class=BackToTopImage border=0 v:shapes="_x0000_s1026">

 

أمر نهائي

 

وحسب دير شبيغيل فقد تحدث السفير الأميركي في برلين ريتشارد غيرنيل الخميس الماضي في منتدى سياسي ودبلوماسي أقيم في برلين، أن "أميركا لن تستجدي أحدا للمشاركة بضرب الديكتاتور الأسد إن تجاوز الخطوط الحمراء".

ووصفت المجلة الألمانية السفير الأميركي بأنه "صاحب وجوه متعددة، ويتحرك في برلين غالبا كآمر ناه باسم قوة عظمى، وأحيانا كبوق خاص برئيسه ترامب، ونادرا ما يتعامل كدبلوماسي".

وأضافت أن حديث غيرنيل بالمنتدى أظهر عزم الإدارة الأميركية على تشكيل تحالف واسع لتوجيه ضربة قوية لنظام الأسد أشد من تلك الضربة التي وجهتها أميركا بمشاركة بريطانيا وفرنسا للنظام السوري في أبريل/نيسان الماضي، بعد هجومه بالغازات السامة على مدينة دوما بريف دمشق.

وأشارت إلى سعي الأميركيين لجلب آخرين لقاربهم وحديثهم لهذا الغرض مع كندا وعدد كبير من دول الشرق الأوسط وعدة دول أوروبية ودول أخرى أعضاء بحلف شمالي الأطلسي (ناتو).

ولفتت دير شبيغيل إلى أن حديث السفير الأميركي عن عدم الاستجداء جاء بعد كشفٍ أثارا لغطا واسعا عن تقدم غيرنيل بطلب سري مباشر لمسؤولين بالخارجية الألمانية وقيادة الجيش الألماني، للمشاركة في ضرب الأسد ضمن خيارات تشمل تزويد الطائرات بالوقود في الجو، وإرسال قوات حماية تشارك بهجوم قوي واسع.

وعبرت أندريا ناليس رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن رفض حزبها المشاركة بالهجوم على سوريا.

وعتبرت دير شبيغيل أن هذا الرفض يضع المستشارة ميركل ووزيرة دفاعها أورسولا فون دير لاين في مأزق بالنسبة للتعامل مع الطلبات والضغوط الأميركية، خاصة لجهة تحفظات قانونية للمحكمة الدستورية العليا بمشاركة جيش البلاد بعمليات عسكرية خارج إطار حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.

أعذار مرفوضة

وكشفت المجلة أن الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أظهر أثناء لقائه بمسؤولين ألمان في برلين قبل أيام عدم تفهمه للتعقيدات السياسية والقانونية المتعلقة بمشاركة جيشهم بمهام خارجية.

وقال للمسؤولين الألمان "إن أفضل وسيلة لدعمنا بضرب الأسد هي التعاون العسكري لا الكلام، وأي أعذار عن رفض التعاون مرفوضة، وستثير استغرابا مع تعاون دول أخرى كبريطانيا وفرنسا وغيرهما".

ونوه الموفد الأميركي إلى أن ترامب مهتم بالمشاركة الألمانية بضرب الأسد، لأسباب داخلية أكثر من أي شيء آخر، وأوضح أن ترامب يريد تجنب مشكلات داخلية عبر إعطاء انطباع بدعم الحلفاء له وجعل الضربة الموجهة للنظام السوري هذه المرة أكبر من سابقتها.

المصدر : دير شبيغيل,الجزيرة

 

الأكثر زيارة