بعد يومين فقط من إعلان عودة السفير الإيراني لدى الحوثيين في اليمن حسن إيرلو إلى بلاده، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده وفاته، اليوم، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وسط أنباء متضاربة عن حقيقة ما حصل للسفير وحقيقة شخصيته.
زاده قال لوسائل الإعلام المحلية الرسمية إن إيرلو «تم نقله في حالة صحية سيئة بسبب تأخر التعاون من دول بعينها»، مردفاً أن إيرلو الذي وصفه بأنه «شهيد» نجا من هجمات كيماوية في الحرب الإيرانية ــــ العراقية في الثمانينيات.
وعادة ما يتم وصف جنرالات الحرس الثوري الذين يقتلون في اليمن أو سوريا أو العراق بـ«الشهداء»، ويبدو أن وصف زاده لإيرلو بأنه شهيد فتح باب التساؤلات حول حقيقة السفير ودوره.
وتصدّر خبر وفاة إيرلو وسائل الاعلام الإيرانية، بسبب دوره القيادي البارز والكبير في دعم الحوثيين في اليمن.
ولم تنشر وسائل الإعلام الايرانية أي صورة أو مقطع فيديو لإيرلو منذ وصوله إلى طهران، ما يثير تساؤلاً حول أن وضعه الصحي غير مرتبط بفيروس كورونا، أو أنه كان جريحاً، ما يعني التعتيم عليه حتى لا يظهر أنه كان يتحرك عسكرياً في الإشراف على أنشطة ميليشيات الحوثي في اليمن.
مسيرة حافلة
إيرلو عميد في فيلق القدس، عمل في البداية مساعداً لقاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، في لبنان وسوريا، وكان لسنوات في لبنان، وتربطه علاقات وثيقة بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وبعد اندلاع الثورة السورية، انتقل العميد إيرلو مع العميد حسين همداني، الذي قتل في سوريا، إلى دمشق، لدعم النظام ضد الثورة.
كان إيرلو يلعب دوراً حيوياً في عمليات نقل المقاتلين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري والميليشيات العراقية والأفغانية إلى سوريا، وشارك في معارك حلب ودير الزور وحمص.
انتقال سرّي
انتقل إيرلو سراً من طهران أواخر عام 2020 بعنوان «سفير إيران لدى الحوثيين في اليمن»، وكان يلعب دور القائد العسكري للميليشيات الحوثية، وساهم بنقل المئات من عناصر حزب الله وضباط من الحرس الثوري إلى اليمن.
كما أشرف إيرلو شخصياً على سير التطورات الميدانية والعسكرية والأمنية ضد الحكومة الشرعية اليمنية، ووصفه البعض بأنه أصبح الحاكم العسكري للميليشيات الحوثية هناك.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أدرجت إيرلو في ديسمبر الماضي على القائمة السوداء، قائلة إنه مسؤول في فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري في الخارج.
مقتل أو وفاة إيرلو بعد نقله من صنعاء إلى طهران هي حادثة ستسبب تراجعاً كبيراً للانتشار والدور العسكري الإيراني الفاعل في اليمن، حيث إن إيرلو كان مثل ضابط الارتباط بين طهران والميليشيات الحوثية.
ورأى خبراء في الشأن الإيراني أن إيران فقدت أحد أهم عناصرها القيادية في اليمن، وأن الحرس الثوري سيعاني في إدارة ملف اليمن كثيراً.
قاسم سليماني اليمن
يصف الإيرانيون إيرلو بأنه «قاسم سليماني اليمن»، حيث كان دوره كدور سليماني في العراق، ويبدو أن مصيرهما كان مشتركاً، بالطريقة التي انتهى فيها دورهما العسكري والأمني في المنطقة العربية.
ابنته تؤكد «استشهاده»
أكدت فاطمة ابنة إيرلو «استشهاد» والدها في اليمن، واصفة مقتل والدها بأنه مقتل قاسم سليماني، والإيرانيون أنفسهم يعترفون بأنه جنرال في الحرس الثوري.
عبد الرضا شهلائي
قال صحافي إيراني يعمل في وكالة فارس للأنباء، وهي وكالة مقربة من «الحرس»: إن إيرلو هو نفسه الجنرال المجهول عبدالرضا شهلائي، الذي عمل في اليمن، وهو مطلوب للتحالف العربي بقيادة السعودية، وللولايات المتحدة.
وأضاف المصدر: «يبدو أن سفير إيران لدى الحوثيين أصيب بجروح بالغة في اليمن»، في إشارة إلى أنه تعرض لهجوم.
(القبس)