صراع الاجنحة يطيح بمسؤول حوثي بارز من منصبه بصنعاء

أعلنت ميليشيا الحوثي الإرهابية -ذراع إيران في اليمن- عن إقالة القيادي “عبدالمحسن عبدالله طاووس” من منصب الأمين العام لما يسمى “المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي” مطلع شهر فبراير الجاري.

 

ونقل موقع “نيوزيمن” عن مصادر وصفها بالمقربة من الميليشيا: “إن قرار إقالة الطاووس جاء بعد تصاعد الخلافات داخل أجنحة الميليشيا على خلفية تزايد عمليات الفساد التي يمارسها ما يسمى بمجلس إدارة الشؤون الإنسانية من جهة، ومن جهة أخرى تزايد الخلافات بين قيادات الميليشيا وبين المنظمات الأممية والدولية العاملة في مجال الإغاثة”.

 

وأضافت المصادر “إن قرار الإقالة الذي أصدره رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط جاء بعد صراعات تدور داخل أروقة الميليشيا لعدة أشهر، حيث كان فريق من القيادات الحوثية ومن بينهم شقيق زعيم المليشيات الذي يشغل أيضا منصب وزير التربية يحيى الحوثي من أبرز المطالبين بتغيير الطاووس واستبداله بشخص آخر، فيما كان القيادي ذو النفوذ أحمد حامد (أبو محفوظ) الذي يشغل منصب مدير مكتب الرئاسة في سلطة الميليشيا هو أكبر الداعمين للطاووس والمدافعين عنه، حيث كان يوصف الطاووس بأنه رجل حامد ويده اليمني التي تتولى نهب وسرقة أموال المساعدات الإغاثية”.

 

وسبق للقيادي وشقيق زعيم الميليشيا “يحيى الحوثي” أن اتهام جماعته بالفساد ونهبها للمساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية لليمن، حيث أشار في بيان رسمي إلى أن اتهام جماعته للمنظمات الدولية وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي بتوزيع مساعدات غذائية فاسدة، غير صحيح، واصفًا المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية “بغير القانوني”، مضيفا “إن المجلس لا يزال يواصل عبر قناة المسيرة ادعاءاته الكاذبة بتوزيع الغذاء العالمي للمساعدات الفاسدة”، مشيرًا إلى أن قناة المسيرة والتي تعتبر الناطقة باسم جماعة الحوثي لا تتحرى صحة المعلومات، حسب تعبيره.

 

وحسب وثيقة موجهة لمديري المنظمات المحلية، قال موقع "نيوزيمن" بأنه أطلع على صورة منها، فقد تم إبلاغهم بقرار إقالة الطاووس وتعيين القيادي الحوثي “إبراهيم أحمد الحملي” بديلا عنه في منصب الأمين العام لما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي بتاريخ الثاني من فبراير الجاري.

 

المصادر كشفت أيضا أن عملية إقالة الطاوس شملت أيضا تغييرا شاملا لكافة الطاقم الإداري الذي كان يعمل معه واستبدالهم بطاقم جديد، وهو الأمر الذي اعتبرته المصادر انتكاسة لجناح أحمد حامد (أبو محفوظ) وانتصارا لمناؤيه داخل الميليشيا.

 

وحسب المصادر فإن الإقالة جاءت بعد أن قدمت قيادات حوثية أدلة وبراهين لمكتب زعيم الميليشيا عن قيام الطاووس بنهب قرابة مليون دولار أمريكي -ما يعادل (600) مليون ريال يمني- من أموال المساعدات الإغاثية وتحويلها إلى حسابات خاصة به وبحساب المدعو “أحمد حامد”، وأن هذا النهب كان أحد أبرز الأسباب لنشوب الخلافات مع المنظمات الدولية التي اضطر بعضها لتخفيض حجم مساعداته لمناطق سيطرة الميليشيا، فيما أصدرت أخرى قرارا بإيقاف عملياتها الإغاثية في مناطق المليشيات نهائيا.

 

وحسب المصادر فإن القيادي الحوثي الجديد المعين خلفا للطاووس “إبراهيم الحملي” كان يشغل منصب مسؤول الدفاع والأمن في محافظة حجة، وأن تعيينه بديلا للطاووس جاء بدعم بعض قيادات الميليشيا، منهم “يحيى الحوثي” شقيق زعيم الميليشيا الإرهابية.

 

وتشير المصادر إلى أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تسعى من خلال هذا التغيير لمحاولة تجميل صورتها أمام المنظمات الأممية والدولية العاملة في مجال الإغاثة، وتقليل حجم الخسائر الناجمة عن تخفيض حجم مساعداتها أو إيقافها خصوصا وأن المجلس الذي تديره الميليشيا فرض الحصول على نسبة من أي برامج مساعدات إغاثية مقدمة في مناطق سيطرته، فضلا عن سيطرة المنظمات الموالية للميليشيا الأرهابية على عمليات تسجيل أسماء المحتاجين، وعمليات توزيع الميليشيا وتخصيص النسب الأكبر منها لصالح عناصرها ومقاتليها، وهو ما يجعلها حريصة على استمرار هذه المساعدات بأي شكل.