في القرن الحادي والعشرين، وفي المدينة الحالمة تعز، يعيش أبناء منطقة الجشاش بوادي القاضي أوضاع معيشة صعبة وحياة قاسية، في ظل انعدام الخدمات الأساسية وغياب السلطات والمنظمات المحلية والدولية.
الالف من أبناء المنطقة المكونة من اربع مناطق سكنية -حارات- يتكيفون مع الوضع رغم شحة الدعم واهمال الجهات المناحة والمنظمات الاغاثية والإنسانية، بحكم موقع المنطقة الجغرافي وافتقار الناس فيها لابسط مقومات الحياة.
وعلى الرغم من وجود محطة مركزية للمجاري التي تتجمع فيها من كل مناطق المدينة، ومعاناة الناس من هذا الأمر، الا انه لم يتم الالتفات إليها او تقديم الدعم اللازم للسكان الذين يعانون من الأمراض ويفتقرون للخدمات والدعم الإنساني اسوة ببقية المناطق.
وفي وقت يعاني فيه السكان الصعوبات والمتاعب، نفذت دولة الكويت عبر مؤسسة استجابة مشروع حفر بئر مركزي في المنطقة، ليتم من خلاله تغذية جزء كبير من مدينة تعز بالماء ضمن مشروع المياه التابع للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي.
إلا أنه وعلى الرغم من وجود البئر في منطقة الجشاش بوادي القاضي، تم تجاوزها واستبعادها من المشروع، الأمر الذي دفع بالاهالي الى التجمهر ومحاولة منع استكمال ربط مشروع مياه صينة ببئر الجشاش، لعدم دخول المنطقة ضمن المشروع.
مطالبين بضم المنطقة ضمن المشروع والاهتمام بها كما هو الحال لدى بقية المناطق في تعز، كما طالبوا بإدراجها ضمن كشوفات المنظمات الإنسانية والحقوقية والالتفاف الى معاناة الاهالي الإنسانية و أوضاعهم المعيشية الصعبة.
الشيخ عارف جامل وكيل محافظة تعز، بدوره استجاب لمطالب الأهالي، ونفذ زيارة ميدانية الى المنطقة، وعقد معهم اجتماع موسع، ناقش من خلاله احتياجات المنطقة ومشاكل الأهالي والصعوبات التي يواجهونها في ظل الرحب والحصار الخانق المفروض على تعز منذ ما يزيد عن سبع سنوات.
وأكد جامل على ضرورة التعاون التكامل بين المجتمع والسلطات المحلية بما ينعكس على تطوير وتحسين الأوضاع المعيشية في المدينة الحالمة، مشددا على أهمية الإلتزام بالنظام والقانون الذي يكفل للجميع حقوق متساوية، لافتا الى حرية التعبير والمطالب السلمية التي لا تعرقل عمل الدولة والجهات الحكومية.
مشيرا الى اهمية المشروع المائي الذي تكفلت به دولة الكويت الشقيقة عبر مؤسسة استجابة، على تطبيع الحياة العامة في مدينة تعز، مطمئنن الأهالي في منطقة الجشاش بوادي القاضي، بأن مشروع المياه، والبئر في المنطقة يعتبر مصلحة عامة ويجب ان يستفيد منه الجميع دون استثناء.
مؤكدا أن السلطة المحلية في تعز تعمل بكل جهد لما فيه الصالح العام، وتسعى الى تطبيع الحياة ورفع المعاناة عن المواطنين في ظل شحة الموارد والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تعز بشكل خاص واليمن بشكل عام، منوها بدور اهالي المنطقة وصبرهم وتفهمهم للمصلحة العامة.
وقال ان السلطة المحلية حريصة على ان يستفيد الجميع من هذا المشروع، وسيقوم هو شخصيا بالجلوس مع قيادة المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، ومنقاشتهم بشأن تضمين منطقة الجشاش في مشروع المياه، وكذا الصعوبات والتحديات التي قد تواجه الفرق الهندسية في المنطقة.
مشيرا إلى أنه قد يكون لدى مؤسسة المياه تصور واضح عن التحديات والصعوبات في المنطقة، مثل وضع شبكة المياه وحالتها ومدى جهوزيتها والاحتياجات لمد المنطقة بمشروع المياه وغيرها، مشددا على أهمية التعاون والتفاهم بين الجميع بما ينعكس على تحسين الأوضاع المعيشية في كامل المدينة.
من جانبهم أهالي المنطقة عبرو عن سعادتهم بالزيارة وتفهمهم للأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، معبرين عن تقديرهم للاهتمام البالغ الذي ابداه وكيل المحافظة الشيخ عارف جامل، وتجاوبه السريع والمسؤول مع مطالبهم المشروعة، آملين ان يتم تنفيذ مطالبهم في حدود الممكن والمتاح.
داعيين المنظمات الدولية والمحلية الى زيارة المنطقة وتفقد الأسر والعائلات الفقيرة والأشد فقرا فيها، وتفقد احتياجاتهم المعيشية وتزويدهم بالخدمات الضرورية والمواد الاغاثية، في ظل تردي الأوضاع وانتشار الأمراض والحميات والبطالة والفقر والجهل في المنطقة.
هذا وتجدر الإشارة الى ان منطقة الجشاش بوادي القاضي تعاني من ظروف معيشية غاية في الصعوبة، واهمال واستبعاد من كافة البرامج الاغاثية والانسانية، وعدم التفات المنظمات المحلية والدولية الى معاناة سكانها ومصاعب الحياة التي يواجهونها.