مليشيات الحوثي تضاعف تجنيد الأطفال تزامناً مع مطالبات بتصنيفها منظمة إرهابية

 

تعد عمليات تجنيد الأطفال، إحدى أبشع الجرائم المتصاعدة التي ترتكبها المليشيات الحوثية الموالية لإيران بحق اليمنيين على مدار ثماني سنوات من الحرب والتي تتزامن مع مطالبات حقوقية محلية ودولية بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية.

 

وصعدت الميليشيات الحوثية وتيرة تجنيد الأطفال خلال الثلاث السنوات الماضية لتعويض خسائرها الباهظة خصوصا بعد تكبدها نحو 15 ألف قتيل في تصعيدها العسكري ومساعيها للسيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط.

 

وأدرجت الأمم المتحدة، في 18 يونيو 2021، الحوثيين على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، واتخاذ تدابير عقابية أكثر جدية بحق القيادات الحوثيين المسؤولين عن جرائم بحق الأطفال في اليمن لكن ذلك لم يكن كافيا نظير استمرار مليشيا الحوثي في جرائمها وتصاعد انتهاكاتها وعمليات التجنيد بحق الأطفال لتضاف تلك الانتهاكات إلى سجلها الوحشي.

 

بالأرقام

 

جندت الميليشيات الحوثية أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، بينهم 17% دون سن الحادية عشرة، بينما لا يزال أكثر من 6700 طفل في الجبهات، حسبما أعلن نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، مروان نعمان، في سبتمبر الماضي 2021.

 

ووثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 20 ألفًا و977 واقعة انتهاك طالت الأطفال اليمنيين، إضافة إلى تهجير وتشريد أكثر من 43 ألف طفل، من قبل الميليشيات بين يناير 2017 إلى مارس 2021، وقتل ألف و343 حالة خارج نطاق القانون، بينهم 31 رضيعًا، نتيجة أعمال القنص، ومقذوفات عشوائية على الأحياء السكنية، و136 حالة قتل بسبب زراعة الألغام الأرضية.

 

ويفرض مشرفو وقيادات مليشيا الحوثي عقوبات مختلفة على الأطفال المجندين في حال عدم تنفيذ الأوامر أو التقاعس عن أداء المهمات، وتشمل تلك العقوبات الحرمان من الأكل، والسجن والاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والتهديد بالقتل.

 

وسجلت مؤخرا العشرات من حالات الاعتداء الجنسي بحق الأطفال المجندين في صفوف المليشيات الحوثية في سجون سرية ومواقع التدريب ومراكز صيفية وبمواقع عسكرية متأخرة تابعة للمليشيا بجبهات القتال بدوافع ابتزازهم من قبل المشرفين الحوثيين وارغامهم على الرضوخ لكل أوامرهم.

 

طرق استقطاب الأطفال

 

استخدمت ميليشيات الحوثي بشهادات المواطنين اليمنيين وسائل كغسيل الأدمغة والتعبئة الطائفية الدينية والإغراءات بالوظائف والرواتب والشهادات المدرسية واستغلال الوضع الاقتصادي المتدهور لدى الأسر اليمنية وإجبار القبائل على تجنيد أطفالها.

 

كما أقدمت المليشيات الحوثية على إقناع أهالي سجنائها والسجينات المختطفات قسرا لديها بضرورة أن يقدموا أحد أبنائهم للالتحاق في صفوفها مقابل وعود زائفة للافراج عن ذويهم، وما ان يزج به في معاركها العبثية الا ويلقى حتفه ويعيدونه جثة هامدة إلى أسرته.

 

ويقوم عناصر ومشرفون حوثيون باختطاف العديد من الأطفال من الشوارع والأحياء في مناطق سيطرتهم، وسجلت محافظات ذمار وعمران والحديدة وصنعاء العشرات من حالات اختفاء واختطاف الأطفال خلال الشهرين الماضيين -وفقا لمصادر أمنية- اغلبهم بحسب المصادر ذاتها يتم التغرير بهم واستغلال حماسهم وارسالهم للجبهات للقتال في صفوف المليشيا دون علم أسرهم بأماكن تواجدهم.

 

وتعمد المليشيات إلى استغلال منابر المساجد والمدارس والمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية، لدفع الأطفال إلى تبنّي أفكار محرّضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال.

 

وكشف فريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، في تقريره الجديد، مطلع الشهر الجاري، عن مقتل نحو ألفي طفل جندتهم مليشيا الحوثي في صفوفها خلال الفترة بين يناير 2020 ومايو 2021.

 

وأكد التقرير، استمرار الحوثيين في إقامة المعسكرات وعقد دورات لتشجيع الشباب والأطفال على القتال. كما ترتكب خلالها جرائم جسيمة بحق الأطفال منها الاغتصاب خلال الدورات الطائفية.

 

وذكر التقرير، أن الفريق تلقى قائمة تضم أسماء 1406 أطفال جندهم الحوثيون لقوا حتفهم في ساحة المعركة عام 2020.

 

وقائمة تضم اسماء 562 طفلا جندهم الحوثيون قتلوا في ساحة المعركة بين يناير ومايو 2021. وأن أغلبهم من عمران وذمار وحجة والحديدة وإب وصعدة وصنعاء. وكلها مناطق تخضع لسيطرة الحوثيين.

 

تنديد ومطالب

 

قال السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، “من الصادم أن العديد من الأطفال اليمنيين يفقدون حياتهم في ساحات المعارك كجنود” – في إشارة ضمنية لتصعيد مليشيا الحوثي لعمليات تجنيد الأطفال.

 

وأوضح، في تغريدة له على حسابه بموقع “تويتر”، اليوم الخميس، أنه “ليس من المقبول أبدا تجنيد الأطفال في اليمن ويعتبر سلوكاً غير مقبولٍ من اي طرفٍ كان”.

وأشار، إلى ما بينه تقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير، من تجنيد للأطفال في مناطق مختلفة من اليمن، على حد قوله.

 

وطالبت في الآونة الأخيرة منظمات حقوقية يمنية ودولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة الأمريكية بإدراج مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب خصوصا بعيد بروز أدلة على رفع الانقلابيين انتهاكاتهم الإنسانية وتصاعد عمليات تجنيد الأطفال.

 

وعلى مستوى الأدلة، شهد العامان الماضيان ارتكاب مليشيات الحوثي آلاف الجرائم بحق اليمنيين واغلبهم من الأطفال، بالإضافة الى تجنيدهم بوتيرة عالية وهو أمر يدعو لحمايتهم من جور هذه المليشيات ويحتم على المجتمع الدولي بإعادة تصنيفها الحوثي منظمة إرهابية.