كشفت مصادر مقربة من مليشيات الحوثي، الذارع الإيرانية في اليمن، أن السبب الرئيس وراء قلة مرات ظهور زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في الآونة الأخيرة يعود إلى مخاوف أمنية من خيانات قد تؤدي إلى سهولة استهدافه.
وكان زعيم المليشيات تغيب عن الظهور لإلقاء الخطابات لفترة بعد شائعات عن تعرضه للاستهداف من قبل طيران التحالف بعد حادثة وفاة سفير نظام ملالي طهران لدى المليشيات حسن ايرلو الذي تم نقله بطائرة عراقية خاصة إلى طهران -بعد وساطات أمريكية وعراقية دبلوماسية- قبل أن يعلن وفاته بمزاعم إصابته بفيروس كورونا، وقبل ان يظهر الحوثي قبل أيام في خطاب له مطلع شهر فبراير الجاري والذي اعترف فيه بالهزيمة التي تلقتها ميلشياته في شبوة.
وقالت المصادر: إن نصائح أمنية من خبراء الحرس الثوري الإيراني وخبراء تابعين لحزب الله وحتى قيادات أمنية لدى مليشيات الحوثي شددت على ضرورة أخذ مزيد من الاحتياطات الأمنية الخاصة بزعيم المليشيات بما في ذلك منع الشخصيات الفنية والإعلامية المسؤولة عن ترتيب وتسجيل خطاباته التي يتم بثها مسجلة عبر شاشات الفيديو من اللقاء به، وأنه يجب أخذ الحذر مهما كانت الكوادر المقربة من زعيم المليشيات موثوقة ومؤتمنة، مشيرة إلى أن الخطاب الأخير تم تسجيله من قبل مكتب زعيم المليشيات وارساله إلى الإعلام دون مشاركة الطاقم الفني والإعلامي المسؤول عن تسجيل خطابات الحوثي المعتادة.
وحسب المصادر فإن هذه الإجراءات جاءت بعد أن قام الأمن الوقائي للمليشيات بالقبض على بعض القيادات من الامنين والمشرفين التابعين للمليشيات واتهامهم بالخيانة والعمل لصالح التحالف والتورط بتسريب معلومات واحداثيات لأهداف مهمة وسرية تمكن طيران التحالف من قصفها والتي أدت إلى مقتل بعض القيادات العسكرية والأمنية التي تم التحفظ على نشر أسمائها حتى الآن.
وتؤكد المصادر أن الإجراءات الأمنية التي باتت قيادات المليشيات تتبعها خصوصا بعد القبض على بعض المشرفين والأمنيين الذين تم اتهامهم بالخيانة تزايدت بشكل كبير بسبب الخوف من ضربات طيران التحالف ومنها التغيير المستمر لهواتف التواصل بينها من جهة، وتغيير أماكن سكنها ونومها من جهة اخرى، فضلا عن تقليل لقاءاتها وظهورها العلني، بالإضافة إلى إيقاف الاجتماعات الرسمية الخاصة بمؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة المليشيات.