مدنيون تحت رحمة قناصة الحوثي في تعز

 

تمثل عمليات القتص المتكررة في محافظة تعز، من قبل الحوثيين حالة تؤرق الكثير من السكان ، خاصة المناطق والاحياء التي تقع بالقرب من مناطق التماس، وهي المناطق والاحياء التي تتقاسمها جماعة الحوثي وقوات الرئيس هادي، وأدى مثل هذا القنص إلى سقوط ضحايا مدنيين، حيث يقوم القناصين بإستهداف السكان وقتلهم بدم بارد.

 

تتركز معظم عملية القنص في داخل مدينة تعز في المنطقة الشرقية والغربية ،التي ترتبط بنقاط التماس مع الحوثيين ،كما تتسع طريقة التعرض للمواطنين وممارسة القنص من قبل الحوثيين ،بشكل مركز من حين لإخر في المناطق الغربية .

وفرض مثل هذا القنص حالة من الخوف تسببت بنزوح الكثير من السكان، من مناطق كلابة والشماسي وحوض الاشراف وهي مناطق تقع في اطراف المدينة، وتمثل احياء سكنية مكتظة بالسكان ،ويمارس الحوثيين القناص أيضا في الجهة الغربية في ريف المدينة، حيث استهدفوا نساء ومواطنين داخل أراضيهم الزراعية .

ويعيش العديد من السكان في منازلهم، التي تشهد عملية القنص في المدينة في الوقت الحالي، رغم المخاطر التي تهددهم، أما في الريف الغربي فإن الحوثيين يقتلون المزارعين والذين يمرون بالقرب من مناطق سيطرتهم، حتى النساء والاطفال تعرضوا للقنص وخلف القنص الكثير من الضحايا .

وشهدت مديرية صالة في السنوات الماضية عمليات قنص طالت سكان مدنيين، فيما قتل العديد منهم في محيط تبة الامن المركزي، في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا .

واقع القنص أصبح مؤشر على طريقة القتل المتعمد في تعز، من قبل الحوثيين والتي زادت وتيرتها خلال السنوات السابقة ، ويعرقل نشاط الحوثيين في القنص أي توجه للسكان في الاستقرار والزراعة ، ويعد القنص من العمليات المباشرة والقتل المركز، الذي مارسه الحوثيين عند استهدافهم للمدنيين.

 

يعتقد وضاح حسن سلام ” ناشط شبابي ” هو ويتحدث لـ”يمن الغد” أن عدائية الحوثيين ،وتوسع واقع القنص في تعز مرتبطة بطبيعة سلوك الحوثيين ،وطريقة التعبئة الحربية والمعتقد الديني ،والافكار التي تشجع على مثل هذا الاجرام والاستهداف .

ويعزوا تكرر القنص في تعز واستمراره من قبل الحوثيين وفق حديث وضاح ” ليمن الغد” إلى عنف وانتقامية الحوثيين ،والذين خلقوا واقع من الانتهاكات والتجاوزات .

ووصف ما يقوم به الحوثيون في تعز على أنه نوع من القتل المزاجي وحالة من الانتقام، ومشهد من الموت القاسي الذي يمر به المدنيين

ويعتقد أن الحوثيين يريدوا خلق حالة من الخوف والارهاب ،لدى السكان الاصليين مقابل جماعة عمقت واقع القتل، بصنوف واساليب مختلفة وأتت لصناعة الخراب .

يقول وضاح ” يعمق الحوثيبن الماسأة وهم يتجهون لهذه الابادة ،لان القنص هو قتل متعمد يحمل في طياته كارثة التعرض لانسان مدني ،لايريد ان يغادر منزله ولايملك ثمن النزوح”.

 

مراد محسن الصبري ” مهندس ” أعتبر أن مخطط الحوثي من خلال هذا الاستهداف ،هو التضيق على السكان وزيادة معاناتهم كما ان ذلك يكشف دموية القناصين ،في تمرير قتلهم وشرعنته وكذلك التعالي واستراخص دماء سكان المدينة.

واشار مراد محسن ان عملية استهداف المدنيين ومالكي المنازل وأصحاب الحق، هو جريمة ويعتبر القنص من أخطر عملية القتل والاستهداف ،كون القناص يرغب في الفتل من خلال العمل على تحقيق الضرر، واستهداف الضحية بكل تركيز وتعمد .

وقال مراد لـ”يمن الغد”: تعز شهدت العديد من اعمال القنص، وهذا يكشف طريقة تعمد الحوثيين في اللحاق الخسائر وفرض التدمير والقتل ،والقناص يمارس هذا الأذى والتدمير بناء على خلفية دينية وسياسية، كما ان القتل المباشر بطريقة تؤدي حياة المواطنين ، يعتبر دليل على طبيعة النهج الحوثي وسلوك من يرتبطون بهذه المنظومة. التي اباحت الاعتداء على الاملاك والتهجير وقتل اصحاب الارض.

 

تطرقت منظمة سام الحقوقية في احد تقريرها والذي وثق حوادث القنص ،في تعز ومخاطره وأثاره منذ شهر مارس 2015 حتى ديسمبر 2020.

ورأت المنظمة في ذلك التقرير أن هجمات القنص هي من الجرائم البشاعة، بحق المدنيين خاصة النساء والاطفال .

وكشفت المنظمة عن عدد ضحايا القنص الذي أنتهجته جماعة الحوثيين في محافظة تعز، والذي وصل عدد الضحايا إلى 365 مدني .

أما عدد الجرحى والمعاقين الذين أصيبوا بالقنص الحوثي، في محافظة تعز فقد بلغ 157 طفلا و85 امرأة ،ووصل عدد المعاقين كليا إلى 345 مدني .

وحددت المنظمة أثر تلك عمليات القنص المرتفعة من خلال طبيعة الاستهداف وتكرره وعدد الضحايا .

تقرير منظمة أعتبرت ان ما يقوم به القناصة ضد المدنيين على أنه يمثل مصدر رعب للسكان ،فتلك الهجمات تحمل خطورة على أرواح السكان وتهدد حياتهم الطبيعية، حيث تباغتهم الرصاصات التي تنطلق من القناصين وتنعكس طريقة القنص في افقاد السكان للشعور بالأمن. سواء كانوا في منزلهم أو في الطرقات العامة وفي أعمالهم .

 

توفيق الحميدي ناشط حقوقي ورئيس منظمة سام وضح لموقع يمن الغد ان القنص جريمة استهداف متعمده ، وهو انتهاك لحق الحياة والسلامة الجسدية للمدنيين ،من قبل جماعة الحوثي،

ورأى أن تكرر القنص بنفس النمط يعطي مؤشر على ذلك النشاط ممنهج، ويهدف إلى أحداث ضرر مباشر بالمدنين خاصة الأطفال والنساء ، وهي جريمة حرب تستوجب المسألة لمرتكبيها.

وأرجع الحميدي سبب القنص إلى التعبئة الدينية المذهبية ، ضد الخصوم بإعتبارهم كفار مستباحي الدم والمال .

وقال الحميدي لـ”يمن الغد”: سبب القنص يعود للانتقام من الحضانه الشعبية للخصوم، دون تفرقة بين نساء ورجال شيخ وطفل ، وهذا نتيجة التشوه النفسي والفكري الذي اصاب القناص القابض ،على الزناد والذي اصبح يمارس قتل يتلذذ فيه بالقتل.

وأضاف ان القنص جريمة حرب ،وجريمة ضد الإنسانية، بموجب اتفاقية جنيف وميثاق روما ، حيث يبث الذعر بين السكان و تحظر اتفاقية جنيف أعمال العنف، أو التهديد بأعمال العنف التي تستهدف بصورة رئيسة، وبث الذعر بين السكان المدنيين .