مدير شرطة مأرب: العميد شعلان كان نموذجًا للقائد الناجح وأصبح ملهمًا لمنتسبي الأمن.

 

إنطلقت مساء السبت حملة إلكترونية لإحياء الذكرى الأولى لاستشهاد العميد عبدالغني شعلان قائد قوات الأمن الخاصة بمأرب ورفاقه الأبطال، الذين استشهدوا وهم يتقدمون صفوف المقاتلين دفاعا عن الجمهورية والثورة.

 

وتأتي الحملة الإلكترونية تحت وسم “هشتاق” #الشهيد_شعلان، وذلك تأكيدا على الدور البطولي والنضالي الذي قدمه الشهيد شعلان في بناء المؤسسة الأمنية بمأرب، وتخليدا لدوره ورفاقه الأبطال في إفشال مخططات المشروع الفارسي وذراعها الحوثية التي تستهدف اليمن والمنطقة.

 

وفجر 26 فبراير عام 2021 تمكن العميد شعلان ورفاقه من إلحاق هزيمة نكراء بجحافل مليشيا الحوثي الإيرانية في جبال البلق غرب مأرب انتهت بدحر المليشيا وإفشال أخطر الهجمات الإرهابية، قبل أن يستشهد مع عدد من رفاقه.

 

في السياق أشاد مدير عام شرطة محافظة مأرب العميد يحيى حُميد، بمناقب الشهيد العميد عبدالغني شعلان المتميزة في بناء المنظومة الأمنية القوية والصلبة بالمحافظة، وإسهامات وبطولات الشهيد في مقارعة المليشيات الحوثية الكهنوتية ومخططاتها الإرهابية والإجرامية في الجبهتين “الأمنية – العسكرية”.

 

وقال حميد في حوار مع موقع وزارة الداخلية، إنه عقب دحر مليشيات الحوثي من أطراف مدينة مأرب في 2015 حمل الشهيد عبدالغني شعلان المسؤولية الأكبر على عاتقه في تأمين المحافظة بعد تعيينه في قيادة قوات الأمن الخاصة إلى جانب بقية قيادات الوحدات الأمنية الأخرى، وكانت مسؤولية الشهيد مضاعفة.

 

وأشار إلى أن كان مطلوبا منه تنفيذ المهام الموكلة إليه في نطاق مجال واختصاص الأمن الخاصة، وهو في الوقت نفسه تسلم معسكرا خاويا على عروشه، كان قد تم نهبه وإفراغه من القوة البشرية والوسائل والأسلحة بعد انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

وتابع: “مما جعل الشهيد شعلان أمام تحديات أمنية مضاعفة وغاية في الصعوبة، والأصعب أن كل ذلك جاء والظروف لا تزال معقدة جدا؛ حيث أن المليشيات الانقلابية كانت مركزة كل قوتها وجهدها لاستهداف مأرب وأمنها واستقرارها، ومع ذلك كان الشهيد عبدالغني شعلان معني بتأمين المدينة وفي الوقت نفسه إعادة بناء قوة الفرع من الصفر، وتأسيس قوة أمنية قادرة على تنفيذ مهامها بكل نجاح واقتدار.

 

وقال إن “عظمة الإنجاز والنجاح الذي حققه الشهيد العميد شعلان هو في قدرته على تجاوز كل الصعوبات والمعوقات بالنظر إلى ظروف تلك المرحلة، وأنه بكفاءته وحنكته القيادية المشهودة تمكن من إعادة بناء قوات الأمن الخاصة بالمحافظة، وجعلها نموذجا في الانضباط والتضحية والبسالة منذ تعيينه وحتى اليوم”.

 

وأكد حميد أن القوات الخاصة، أصبحت الصخرة الصلبة التي أحبطت وحطمت كل محاولات المليشيات الحوثية الإرهابية، وأسقطت خلاياها الإرهابية تباعاً، حتى صارت هذه القوة مصدر إلهام وأمان لكل اليمنيين، وتحول اسم الشهيد شعلان إلى أيقونة اعتزاز ومصدر أمان لملايين المدنيين والنازحين الذين يقطنون مدينة مأرب.

 

وأوضح أن الشهيد شعلان كان جلّ همّه هو كيفية تسخير وتوظيف الإمكانيات المتاحة لتطوير مهارات وقدرات وإمكانيات منتسبي قوة الأمن الخاصة، وكان يستغل كل الفرص المتاحة لإقامة الدورات التدريبية في كافة المجالات” القانونية، العلمية، القتالية، الإدارية.

 

وتابع: نحن كقيادة في الإدارة العامة لشرطة مأرب لمسنا نتائج ثمرة تلك الجهود للقائد شعلان في الميدان أثناء تنفيذ المهام الأمنية الموكلة لقوات الأمن الخاصة في نقاط التفتيش على مداخل ومخارج المحافظة، أو اثناء عمليات ضبط الخلايا الإرهابية والتخريبية لمليشيات الحوثي، أو أثناء المهام القتالية وإسناد أبطال القوات المسلحة في المعركة الوطنية في جبهات القتال.

 

وقال مدير شرطة مأرب: “لن ينسى اليمنيون مسيرة قائد عظيم كالعميد عبدالغني شعلان، فقد كان نموذجاً للقائد الناجح في الانضباط والتضحية والبسالة والشجاعة والنزاهة والحنكة العسكرية والأمنية، وقدم سيرة ناصعة أثناء قيادته لقوات الأمن الخاصة بالمحافظة قل أن توجد، وحقق كل ذلك وهو لا يزال في نهاية العقد الثالث من عمره”.

 

وأضاف :” أن هذا المجد والتاريخ الذي صنعه في وقت لا تزال حرب مليشيات ملالي طهران قائمة على اليمنيين بشكل عام ومأرب بشكل خاص، سيجعل سيرته تروى على كل لسان، ويمنحه مكانة عالية بين عظماء اليمن الأحرار”.

 

وأكد العميد حُميد أن الشهيد شعلان كان مخلصاً في عمله، متفانياً في واجبه، وصاحب أخلاق عالية ومتواضع في تعامله مع زملائه والمواطنين والنازحين، وكان كل همه هو النضال والدفاع عن الثورة والجمهورية والثوابت والمكاسب الوطنية، ولم يكن همه المصالح الضيقة أو المكاسب الشخصية والظهور والبروز الإعلامي.

 

وأشار إلى أنه، منذ تعيينه مديراً عاما لشرطة مأرب كان دائماً يجد العميد عبدالغني شعلان في الميدان، يشرف ويتابع على المهام الأمنية وعلى تدريب وتأهيل منتسبي القوة بنفسه، ويحرص دائماً على إظهار الأداء الأمني بأفضل صورة.

 

كما لفت إلى أن شعلان كان لا يتسامح مع أي فرد أو ضابط من ضباط الأمن الخاصة يتصرف بشكل خاطئ مع المواطن أو يتجاوز عند تنفيذ المهام الموكلة له، وعندما كانت توصلنا شكاوي من المواطن ونتواصل به نجد أنه قد سبقنا بالمجازاة والمحاسبة، كما أنه لم يكن يترك المتميزين بدون مكافئة أو تشجيع، وكان حريصا على أن يعطي كل ذي حق حقه.

 

وتابع: “بقدر ما مثل رحيل بطل الجمهورية وحارس الاستقرار بمأرب العميد شعلان خسارة فادحة للوطن، إلا أنه رحيلٌ لا يليق إلا بالأبطال أمثاله، وعزاؤنا بما خلفه من مجد وعزيمة لدى الزملاء من رجال الأمن، الذين حملوا على عاتقهم المضي على طريق شعلان، وأثبتوا للجميع أن العرق والدم للشهيد شعلان لم يذهب هدراً، وأنه أثمر في الميدان وأصبح ملهما لكل منتسبي الوحدات الأمنية في مواصلة حماية الجبهة الداخلية”.