على خطى البردوني.. “ستر” قصة أول يمنية كفيفة تنال الماجستير

على خطى شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني تمضي الباحثة الكفيفة ستر الشوكاني في طريق إعجازي بخطى ثابتة.

وكما أبهر الشاعر البردوني ابن ذمار العالم العربي بموهبته الشعرية وبصيرته التي عكسها في أبياته ودواوينه رغم فقدانه بصره، مضت “ستر” أيضًا في تحدي إعاقتها وصارت باحثة نفسية، رغم أنها كفيفة.

ستر الشوكاني، لم تتحد إعاقتها فقط، بل الظروف التي تعيشها هي ومثيلاتها من المواطنين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي وتضييق الانقلابيين على كل تفاصيل الحياة في المحافظات الخاضعة لعبثهم.

وباتت الباحثة الكفيفة صاحبة إنجاز فريد من نوعه، كأول كفيفة تنال درجة الماجستير من جامعة ذمار، مؤكدةً أن ثمة مَن يقاوم بإرادته وعزيمته ويمضي في نجاحاته، رغم كل الصعوبات والتحديات والتضييق.

 

 

 

 

حصلت الباحثة، ستر محمد الشوكاني على درجة الماجستير في تخصص “علم نفس” من جامعة ذمار، كأول كفيفة تحصل على هذه الدرجة العلمية على مستوى المحافظة.

وكغيرها من محافظات شمال اليمن، تخضع محافظة ذمار ضمن نطاق سيطرة مليشيات الحوثي، والتي تفتقر لأبسط مقومات النجاح الطبيعية كأي مكان من العالم، إلا أن الكثير من المواطنين يقدمون نماذج تحد تتفوق على كل تلك الظروف.

وخلصت الرسالة التي قدمتها الباحثة الكفيفة ستر الشوكاني وحملت عنوان “معنى الحياة وعلاقته بالسعادة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مدينة ذمار”، إلى أن المكفوفين لديهم مستوى مرتفع في معنى الحياة والسعادة.

ودعت الدراسة التي نفذتها الباحثة على عينة مكونة من 170 كفيفاً وكفيفة في مدينة ذمار، إلى الاهتمام الرسمي والحكومي بعلم النفس الإيجابي والتوعية بمفاهيم معينة، مثل “معاني الحياة، والسعادة، والرفاهية النفسية، وتصميم برامج إرشادية خاصة بالمكفوفين”.

ومنحت لجنة المناقشة التي ضمت الدكتور علي سعيد الطارق، والدكتور عبدالكريم زبيبة، والدكتورة انتصار كرمان، الباحثة درجة الامتياز في علم النفس عن رسالتها، مشيدين بموضوع البحث واجتهاد الباحثة.

وتقول الباحثة الشوكاني إن رسالتها سعت إلى تسلط الضوء على ذوي الهمم وإن حصولها على درجة الماجستير يزيد حماسها للحصول أيضا على درجة الدكتوراه.

وتتكالب على ذوي الهمم في اليمن الكثير من العوائق والتحديات التي لا تقف عند مستوى الإعاقة الطبيعية التي يولد بها ذوو الهمم، ولكنها مرتبطة أيضا بظروف الحرب وممارسات مليشيات الحوثي والتضييق على اليمنيين في كل ما يخص حياتهم.

غير أن ثمة نماذج ملهمة مثل الكفيفة ستر الشوكاني تؤكد إمكانية الانتصار على كل هذه التحديات وتحقيق النجاح.

وسجلت الشوكاني حضورا مجتمعيا لافتا من خلال عملها كإخصائية نفسية في مدرسة البردوني بذمار، ومحاضرة في عديد المحافظات في مجال علم النفس والتوعية بحقوق المعاقين وأهمية دمجهم في المجتمع.