ما من شيء أشد وضوحاً في مسيرة ميليشيا الحوثي من العنف والإرهاب الذي تمارسه بحق اليمنين منذ تأسيسها.
بدأ هذا العنف على شكل إجبار مواطنين على حضور دروس المؤسس حسين الحوثي، وجمع الزكاة له والتهديد والوعيد لمن يتخلف عن ذلك، وهي الأسباب التي دفعت الدولة لإرسال طقم عسكري لاستجواب حسين، تطور إثر رد الميليشيا العنيف إلى ستة حروب بين (2004 – 2010).
وحين ظن اليمنيون أن الميليشيا قد قررت خوض غمار السياسة ونبذ الإرهاب، خاصة بعد انتفاضة 2011، فوجئوا بها تبدأ حرباً من أطراف اليمن الشمالية، تكللت باجتياح العاصمة في 2014م، ثم توسعت إلى معظم البلاد، وما زال اليمنيون يكتوون بنارها حتى اليوم.
أظهرت الميليشيا خلال هذه الحرب وجهها الأكثر قبحاً، وأطلقت آلة العنف لتعيث في البلاد الفساد، عنف وإرهاب طال العدو والخصم والمناوئ وحتى الحليف والتابع، ولم يسلم من أذاها طفل ولا امرأة ولا شيخ مسن، ولا حيوان، وحتى الأجيال القادمة نالها منه نصيب وافر، فالميليشيا لوثت الأرض بأكثر من مليوني لغم، زرعت عشوائياً، كي تضمن استمرار عنفها وإرهابها إلى أبعد مدى ممكن.
قتل للناس وتفجير للمنازل، ونهب للممتلكات الخاصة والعامة، تفجير لمساجد ودور قرآن، اعتقالات بالآلاف وتعذيب حتى الموت للعشرات في السجون، اعتقالات واغتصاب لنساء، تشريد الملايين، واستخدام وسائل متعددة لنهب أموال الناس وإذلالهم واستعبادهم، ومنع وصول المساعدات للمحتاجين، ووصل الأمر حد منع الناس من إعطاء الصدقات للمحتاجين؛ كل هذه جرائم تثير سؤال: من أين جاء كل هذا القبح والعنف والإرهاب؟
ولعل التفتيش في الكتب والأدبيات التي تعتمد عليها هذه الميليشيا ومن قبلها أجدادهم الذين يزعمون أن لهم حق إلهي في حكم اليمنيين يوضح جذور هذا الإرهاب.
على خطى الرّسّي
ما عاشه اليمنيون في السنوات الأخيرة من صور الرعب والوحشية للإمامة في نسختها الجديدة، يذكر بما عاناه الشعب من الحكم الإمامي الهادوي الجارودي عبر التاريخ منذ وصول المدعو الهادي الرسي إلى صعدة قبل نحو 1200 عام، مروراً بفترات حكم الإمامة الذي جثم على صدور اليمنيين منذ ذلك التاريخ، ووردت تفاصيله وأخباره في كتب أرباب هذا الفكر.
والهادي الرسي هو مؤسس ما عرف بـ”الهادوية” إحدى فرق الشيعة الأكثر تطرفاً، واسمه يحيى بن الحسين بن القاسم، قدم الى اليمن في 893 م – 280هـ، وهو غير معروف أصوله وتقول مصادر انه من خراسان (إيران حالياً)، ويدعي أنه من نسل علي بن أبي طالب، وبنى على ذلك أحقيته في تولي حكم اليمنيين.
ويرتبط اسمه بحاضر ميليشيا الحوثي وتستند جل أفكارها على التراث الموروث عنه وعن أحفاده ومن يدعون أحقيتهم بالحكم ممن يسمون أنفسهم “هاشميين” والذين جلب كثير منهم معه وقدموا بعد ذلك من أماكن شتى خصوصا من طبرستان.
ومنذ أول يوم جاء فيه إلى اليمن بدأ الحرب على اليمنيين، يقول مؤلف كتاب (سيرة الإمام الهادي إلى الحق صـ23)، علي بن محمد بن عبيدالله العباس العلوي، وكان شاهدًا لأحداث اليمن خلال حكم الرسي، وابن عمه وقائد جنده: “وكان عند وصوله البلد قد كتب إلى أهل اليمن جميعاً كتاب دعوة، يدعوهم فيه، ويحضهم على الجهاد معه”، معتبراً: “الجهاد مع من قام من الأئمة من ولد الحسن والحسين عليهما السلام من أكبر الفرائض التي افترضها الله على عباده”.
سيرة الإمام الهادي الى الحق
وكان الرسي يتطلع لقتال اليمنيين، قال ابن عمه سيرته (صـ 50-51): “وسمعته يوما يقول: والله لو كان معي ثلاثمائة وثلاثة عشر مؤمنا، لا بل لو كان معي خمسمائة _ لأن تلك كانت فضيلة لرسول الله_ لدُسْت بها اليمن”. وقال أيضا: “ثم قال يوماً وعنده الناس: ما أشتفي ولا يشفي قلبي، أو أطأ جيف المخالفين للحق بفرسي”.
ولدى وصوله قابَلَته معظم القبائل اليمنية بالرفض، ففي سيرته (صـ98): أنَّ أحد أسباب عصيان القبائل اليمنية “حتى لا يتولى أمرهم الهادي فيأخذ منهم ما أوجب الله عليهم من الصدقات”، وقضى معظم حياته في حروب، جنّد من أجلها من خضع له واستدعى لنصرته قوما آخرين من إيران، أما من لم يطاوعه من اليمنيين ولم يسعَ لتحقيق أحلامه، فقد قرر أنهم “كفار”، يقول ابن عمه (صـ52): “ولو لم أكن في هذا الأمر لم يمنعني ترك الفكر في هذا الأمر، حتى ناظرت نفسي فيه طويلاً، فما وجدت إلا الخروج، أو الكفر بما أنزل الله على محمد”، وهو هنا أحل دماءهم وأموالهم وحشد القوم لقتالهم.
نماذج من جرائم الرسي
كان قول الرسي بكفر مخالفيه بمثابة إعلان حرب شاملة طالت كل شيء في البلد، وأهلك الحرث والنسل وهدم البيوت، وقطع الأشجار.
يروي ابن عمه في “سيرة الهادي” بعضاً من تفاصيل ذلك، نوجزه فيما يلي:
– ص(189): “ثم إن قوماً من خولان من (الربيعة) يقال لهم الأكيليون، وبنو كليب، والمهاذر، والعويرات، والبحريون، وطرفا من بني جماعة، حاربوه، وناصبوه، وقاتلوه، وانحازوا إلى حصنين لهم، يقال لأحدهما (علاق) والآخر (الثور الأعلى) وعسكر الهادي بصعدة، وأمر بهدم منازل الأكيليين فهدمت، إلا منازل لنسوة ضعفاء ضعاف لم يكن لهن رجل… وأمره بقطع أعنابهم فقطعها”.
– ص(244-245): “فغدا (أي: الهادي) حتى وصل موضعاً يقال له (كتاف) من بلد (وائلة)… فنهب العسكر ما وجدوا فيه من مال وغيره، فقطع أعنابهم وخربها، ثم تقدم إلى موضع آخر يقال له (المطلاع) ففعل كما فعل بكتاف”.
– ص(355): “سار حتى نزل بحصن لبني الحارث يقال له ثُلا… وأمر بهدمه وتحريقه”.
– ص(293) وهو يتحدث عن قتال الهادي لأهل نجران: “فلما أصبح غدا عسكره إلى ناحية بني خثيمه يقطعون عليهم نخيلهم”.
– ص(292) وهو يتحدث عن قتال الهادي لبني الحارث: “وألزم قوماً يقطعون النخل” “والعسكر في ذلك يقطعون نخيلهم، ويهدمون حصونهم” “وجميع أسواق بني الحارث فيهدمونها، يغنمون ما فيها”. وقال أيضا وهو يتحدث عن أحد خصوم الهادي: “فأمر الهادي إلى الحق بقطع نخله، وأعنابه، فقطع له أربعمائة نخلة، تنقص نخلات وكرمتين، وهدم له منزله”.
– ص(178): “وأمر الهادي بهدم ميناس، فهدمه كله”.
– ص(336) وهو يتحدث عن قتال الهادي لأهل لبيبان: “فعسكر بساحتها، وأمر بالقرية فهدمت وحرقت”.
– ص(251) : “ومضى العسكر كله، حتى نزلوا قرية (أملح) ونهبوا ما وجدوا فيها، وأقاموا أياماً يخربون المنازل والآبار، ويقطعون النخيل والأعناب… وهو يتنقل في قراها، ويخربها قرية قرية، حتى طرحوا عليه بأنفسهم، فأمنهم”. وقال: “ثم مضى (أي الهادي) إلى سوحان فأخربها وهدمها”.
الرسي يمثل بجثث الضحايا
ومن فنون التعذيب التي مارسها الرسي، ما رواه ابن عمه في سيرته صـ (173): “ثم انصرف إلى القرية في آخر النهار، فأمر بالقتلى فجمعت، ثم أمر بتعليقها في الشجر، فعلقت منكسة، في كل شجرة جماعة، مؤزرين بالخرق والشمال… ثم إن القرية أنتنت نتناً شديداً … فأتت بنو الحارث إلى الهادي إلى الحق، فقبلوا رأسه، ورجليه، ويديه، وسألوه أن يهب لهم جيف إخوانهم، فيدفنوها في البئار والحفر، فأبى ذلك عليهم، فلم يزالوا به حتى أجابهم”.
وقال المؤرخ محمد بن علي الأكوع في تعليقه على كتاب “قرة العيون بأخبار اليمن الميمون” ص(127): “وكان الهادي كثيراً ما يلجأ إلى الخراب والدمار، وقطع الأشجار والزروع، وتحريق الفواكه والثمار، بل إلى أبعد حد من ذلك، وهو التمثيل بالأسرى، وصلبهم، وتنكيس رؤوسهم، وكان يسن بهم سنة الكفرة المشركين، وقتل سيدَ آل عبد المدان عليَّ بن الربيع وهو في أسره”.
السفاح بن حمزة
وإن كان الرّسّي أشهر الأئمة الزيديين الذين ارتكبوا أبشع الانتهاكات بحق اليمنيين، إلا أن إرهاب وفظائع الإمام (الحاكم) عبدالله بن حمزة لا تكاد تقل بشاعة عن تلك التي مارسها المؤسس، والأخير من أشهر علماء هذا الفكر الإجرامي بعد الرسي، حكم في القرن العاشر الميلادي، ويعرف في التاريخ اليمني بـ”السفاح”، وأحد أبرز الطغاة الإماميين الذين ارتكبوا عشرات المذابح بحق اليمنيين، لفرض دولته المذهبية عليهم.
وقتل بن حمزة قرابة عشرة آلاف من أتباع الفرقة (المطرّفية)، الذين كانوا يرون بجواز تولي الإمامة لغير أبناء الحسين بن علي من آل البيت، كما يروي القاضي حسين العرشي في كتابه المطبوع بأمر الإمام أحمد “بلوغ المرام في شرح مسك الختام في من تولی ملك اليمن من ملك أو إمام
وقال العرشي: “ودخل صنعاء عنوة، ودخل بعدها ذمار، وطهر البلاد وأزال الفساد، وقتل المطرفية، وكانت نواجحهم قد ظهرت، وأعـلامهم قد اشتهرت، وأخرب مساجدهم، وسبي نساءهم، وفعل بهم ما لم يفعله أحد غيره ممن كان قبله”.
وأضاف: “وقام بعده ابنه الأمير “عزالدين محمد بن المنصور بالله” وتلقب بالناصر لدين الله، وكان شجاعا ذرابا للسيف”.
الرسي يقتل غدراً
حاول عبدالله بن حمزه في كتابه المعروف بـ “المجموع المنصوري (صـ184-186)” تبرير بعض جرائمه التي ارتكبها بحق اليمنيين، مشيراً إلى ارتكاب الإمام المؤسس جرائم من بينها قتل اليمنيين غدراً، يقول: “قتل (الرسي) الأبرهي والنقيب ويحيى بن أحمد”، وسئلت: ما الحجة على جواز قتل جماعة وهم آمنون معاشرون كالأبرهي، والنقيب، وكذلك قتل يحيى بن أحمد؟ الجواب في ذلك: إن من أظهر فساده، واتضح لصاحب الأمر عناده، جاز قتله، وتنكيله، وتذليله.
المجموع المنصوري لعبدالله بن حمزة
ثم قال: “والهادي إلى الحق يحيى بن الحسين(ع) هو القدوة لأهل الإسلام، فالمعلوم في سيرته عليه السلام أنه لما تمكن في صنعاء وظهرت يده وبلغه مكر آل يعفر وآل طريف والفجائم، فلم يتمكن منهم إلا بأن دعاهم إلى العطاء، فلما استقر بهم القرار، في بحبوحة الدار، أمر بقبضهم فكبلوا في الحديد، وغللوا إلى الحبس الشديد، فشحن بهم سجون صنعاء، وسجن (وادي) ظهر، وسجن شبام، وأخذ دوابهم، وسلاحهم، وقاطبة من أموالهم فرقة في المسلمين، هذا وهم في نهاية الأمن والتقربة، فجاز له ذلك، لما علم خبثهم وشرارتهم”.
ولم تقتصر هذه الأفعال على الرسي وابن حمزة، إذ تذكر مراجعهم غير واحد من حكام الهادوية، قام بتلك الأعمال:
قال القاضي الأكوع في “هجر العلم ومعاقله في اليمن” (1/265) في ترجمة مطهر بن شرف الدين (أحد أئمة الهادوية)، وهو يتحدث عن توجهه إلى خولان: “فدمّر ديارهم، وقطع فيها الأعناب والأشجار، وقضى على أكثر من ثلاثمائة رجل، فقطع أيديهم، وأرجلهم من خلاف”.
هجر العلم ومعاقله في اليمن
وقال أيضا في الكتاب ذاته (1/265) عن المطهر ذاته: “ثم أمر بأصحاب الشريف وأعوانه كلهم فربطت أرجلهم إلى الجمال، فسحبتهم على وجوههم، حتى تمزقت وتناثرت أجسامهم في الطرقات”.
وقال الأكوع في ترجمة الحسين بن القاسم العياني من “هجر العلم”(3/1512): “وكان بعض القبائل قد خالفت على الإمام عند مسيره إلى ألهان، فلما عاد قبض على مشايخ تلك القبائل، وصلبهم منكسين، ووهب خيلهم وسلاحهم لشيعته”.
التكفير منبت الإرهاب
وفكرة التكفير والقول بكفر المخالف هذه هي المنبت والجذر الأصلي لكل العنف والإرهاب السائد لدى أهل هذا الفكر، يقول الباحث في فكر وتاريخ الهادوية عبدالملك الحظوري: “كثرت أحكام وأقوال التكفير على ألسنتهم، وظاهرة التكفير هذه التي امتلأت بها كتب هادوية اليمن الجاروديين، كان لها الأثر البالغ في تعامل أئمة القوم أثناء فترات حكمهم مع من خالفهم، فقد استباحوا دمه، ونهب ماله، وهتك عرضه، وغير ذلك”.
ويضيف الحظوري لـ “المصدر أونلاين”: “من يقرأ تاريخهم الأسود في اليمن وما فعلوه بأهلها وبالذات الذين رفضوهم وخالفوهم، سيرى العجب العجاب.
ووصم أرباب هذا الفكر كل من لم يتبعهم وكل مخالف لهم أو كاره أو منتقد، أو حتى من يذكرهم بسوء بالـ”كافر”، فمثلاً، من لم يعتقد بإمامة علي بعد رسول الله وامتدادها في ذريته عبر العصور والأزمان، فجميع أعماله وإن كانت صالحة مردودة عليه وهو كافر.
في كتاب “اللآلئ المضيئة في أخبار أئمة الزيدية ومعتضدي العترة الزكية” لـ “أحمد بن محمد الشرفي”، وهو واحد من أبرز علماء هذا الفكر، وتصفه كتبهم بـ” العلامة شمس الإسلام وحافظ علوم آبائه المطهرين الكرام، وخاتمة المحققين” ورد في كتابه المذكور (الجزء 2 صـ365) أن النبي عليه السلام قال: “والذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا لقي الله عز وجل بعمل سبعين نبي ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر من أهل بيتي ما قبل الله منه صرفا ولا عدلا”.
وجاء في كتاب مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، الجزء 2 صفحة 865، أن جده القاسم الرسي (من فقهاء الشيعة ينتسب إلى جبال الرس القريبة من مكة) قال: “ومن لم يعتقد بعد النبي صلى الله عليه وآله إمامة علي بن أبي طالب، لم يقبل الله له صلاة، ولا زكاة ولا حجا، ولا صوما، ولا شيئا من أعمال البر، ثم من بعده الحسن والحسين”.
ولدى الهادوية كما فرق الشيعة عموماً أن الاعتقاد بإمامة علي وذريته من بعده أصل من أصول الدين، ومن اعتقد بغير هذا فهو كافر، ومن نافس السلالة ونازعها الحكم فهو أيضا “كافر”، فقد نسب بن حمزة في كتاب له آخر بعنوان (الشافي الجزء 1 صـ111) إلى النبي قوله: “من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي فهو كافر”.
قال الهادي في “مجموع رسائله” (صـ480): “حكمنا بالهلكة على المخالفين عن دعوتنا، وبالنجاة للمسلمين لأمرنا، الساعين في طاعتنا، حتى سمينا من قتله الظالمون منا شهيدا، وحكمنا له بالوعد الذي وعد الله الشهداء، وسمينا من قتلنا نحن من الظلمة كافرا، معتديا، وحكمنا عليه باستحقاق الوعيد من الله العلي الأعلى…. وضرب أعناق المحاربين لنا، وأخذ أموالهم واستباحة ديارهم”.
وحين سئل الهادي الرسي عن الذين عناهم الله بقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ} وما اذا كان المقصود بهم اليهود والنصارى؟، قال في (مجموع الرسائل صـ 598ـــ 600(: “غيرهم أولى بهذه الآية منهم، من هو أقرب إلى الإسلام، وأَضّرَّ على دين محمد عليه السلام، من أولئك الكفرة الطغام. و{الَّذِينَ يَلُونَكُمْ} فهم: الذين بينكم ومعكم ممن يدعي الإسلام…هؤلاء أضر بالإسلام وأهله وأنكى، ومن كان كذلك من العباد؛ فهو أولى بالجهاد لضرره على المسلمين والعباد”.
وأفتى عبد الله بن حمزة أن من لم يتبع داعيهم فهو حلال الدم والعرض، حيث قال في المجموع المنصوري (مجموع رسائل الإمام المنصور عبدالله بن حمزة، صـ 163):”وأقوال الأئمة عليهم السلام في هذه المسألة تختلف وإن لم يقع فيها التفصيل، والذي عندنا أن الإمام إذا قام ودعا، وجب على الأمة إجابة دعوته والانتقال إلى دار هجرته إلا من عذره، أو وسع له، أو كان قائما في خدمته، فاذا تمادي الناس على التأخر عنه، والمعونة للظالمين بأقوالهم إما راضين وأما مغصوبين، جاز له غزوهم، وقتل مقاتلهم ، وأخذ أموالهم لأن هذا حق له، والقتال على الحقوق دقيقها وجليلها جائز”.
وتمتلئ الكتب والأدبيات والمراجع التي ينشرها الحوثيون لدى أتباعهم بالكثير من تمجيد القتل والإرهاب والنهب بحق المخالفين، وكان كل إمام يبرر لنفسه ممارسة الجرائم بمبررات مختلفة، وفي الوقت الحاضر يكفي أن يتهم الحوثيون شخصا ما بأنه “داعشي” أو أنه يناصر “العدوان” كي يستبيحوا ماله ودمه.