استأنفت مليشيا الحوثي الإرهابية المراكز الصيفية "الطائفية" التي تستهدف من خلالها مئات الآلاف من الطلاب في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها، بأفكارها المغلوطة ومناهجها التي تشكل خطراً على مستقبل الأجيال اليمنية.
ودشنت المليشيا مراكزها للعام الثامن على التوالي، ضمن حربها الناعمة "الخطرة" في مراكز استقطاب وتجنيد أكثر مما هي علمية وتربوية وتثقيفية ومهارية، وباتت تمثل مصدر تهديد لأطفال اليمن، وفق تربويين ومراكز حقوقية وتربوية متخصصة.
ورغم أن المليشيا تستهدف الطلاب في مختلف المراحل الدراسية طيلة العام، إلا أنها تعد الإجازة الصيفية موسماً وفرصة أخرى للاستفراد بالصغار، في المراكز، التي تكون مغلقة، كما تتعدد فيها الأنشطة كالرحلات والمهرجانات والزيارات، والتي تحولها إلى مناشط للتأثير على أدمغة الأطفال والعمل على تجنيدهم، للزج بهم في جبهات القتال المختلفة.
وكون الأطفال هدفاً مليشياوياً دشن الحوثيون المراكز الصيفية المزعومة هذا العام، عبر دعاية مرتفعة مستغلة الهدنة الإنسانية وسير التفاوض في ملفات عدة برعاية أممية والتي وصلت لأول مرة إلى وصول وفد سعودي إلى العاصمة صنعاء.
وأعد مراقبون الاهتمام الحوثي المتزايد في المراكز، والتي تزامنت مع الدعاية لها عبر مختلف الوسائل الإعلامية ومنابر المساجد إلى أنها تريد استغلال حالة التفاوض معها، على أنه نصر، لتحشيد مزيد من الأطفال، وإلى إشغال اليمنيين في مناطق سيطرتها عن أزماتهم اليومية وأنها ما زالت في أوج قوتها لذا تناور وتحاور على كل المستويات، هذا مع عدم إغفال أنها قد جعلت الطلاب في اليمن هدفاً لها لغسل أدمغتهم وتجنيدهم لما يخدم مشروعها التدميري.
إلى ذلك تسعى المليشيا إلى إنجاح هذه المراكز، وإعطائها زخماً كبيراً في استنفار لكل أجهزتها، في تحشيد شمل صنعاء ومحافظات أخرى، لإجبار أولياء الأمور إلى الدفع بأولادهم إلى جبهات الحوثي الصيفية، وهي المراكز التي لا تقل خطورتها عن جبهات القتال، والتي اعتادت المليشيا فيها بالزج بالأطفال ومن مختلف الأعمار.
ورصد "العاصمة أونلاين" حالات تهديد تعرض لها مواطنون في صنعاء من مشرفين حوثيين، ومن عقال حارات، في حالة إذا لم يعمل المواطنون على تسجيل أبنائهم في المراكز، سيتم عقابهم بعقوبات أعلاها الاختطاف والسجن وأدناها الحرمان من حصص الغاز المنزلي.
وقالت مصادر محلية أن التهديد يأتي ضمن طرق أخرى للاستقطاب في هذه المراكز، التي هي حرب ناعمة ليس أكثر، فالمليشيا وفقاً للمصادر تستخدم إغراءات لأولياء الأمور وللأطفال معاً منها، حصول الملتحقين على وجبات مجانية وهدايا، أو الخروج في رحلات ترفيهية في استغلال آخر للأزمة الاقتصادية التي يعيشها اليمنيون.
علماً أن المليشيا رصدت أموالاً طائلة، لهذه المراكز، كما أنها ستنفذ خلال الأيام القادمة حملات شعبية لدعمها، وهو ما تم خلال الأعوام الماضية بحسب المصادر.
وعن التهديد أكدت المصادر أن مليشيا الحوثي الإرهابية هددت أهالي مديرية كسمة، في محافظة ريمة، وتمثلت تلك التهديدات بعقوبات قاسية سيتعرضون لها لرفضهم الدفع بالأطفال إلى تلك المراكز.
كما أطلقت المليشيا اتهامات وتهديدات ضد الأهالي الرافضين الدفع بأطفالهم إلى المراكز الصيفية التي تقيمها، بهدف غسل أدمغتهم وتحريضهم بثقافتها المتطرفة المستوردة من حوزات قم الإيرانية.
في سياق متصل أكدت توجيهات حوثية، صدرت عبر مكاتب التربية الحوثية في المحافظات، توجه الجماعة هذا العام لتجنيد أكبر قدر من الطلاب، حيث تضمنت تلك التوجيهات الدفع بالأطلاب الراسبين.
وفي هذه التوجيهات تحاول المليشيا، إغراء الطلاب الراسبين بتعديل نتائجهم النهائية، وضمان نجاحهم مقابل الالتحاق بالمراكز، كما أنهم سيتم دفعهم إلى المستويات الدراسية الأعلى.
وحثت المليشيا إدارات المدارس على العمل من أجل إلزام الآباء على تسجيل أبنائهم الراسبين في المراكز الصيفية، بالتزامن مع تدشين الجماعة الحوثية الموسم الجديد
وتكمن خطورة المراكز بأن المليشيا الحوثية تمارس فيها إرهاباً ممنهجاً على الأطفال، في إخضاعهم لدورات ثقافية مكثفة، مكرسة أفكار الحقد والكراهية في المجتمع، وضمان تمزق نسيجه مستهدفة شريحة الأطفال التي يسهل قيادتها وتوجيهها وتجنيدها.
إزاء ذلك حذرت منظمات حقوقية الأهالي وأولياء الأمور من الزج بأطفالهم في تلك المراكز الصيفية التابعة لمليشيا الحوثية في مناطق سيطرتها.
وتؤكد المنظمات ومنها "ميون لحقوق الإنسان" أنها وثقت خلال العام الماضي وقوع عمليات تجنيد ممنهجة للأطفال وأنشطة شبه عسكرية وأخرى طائفية علاوة على توثيق تعرض عدد منهم لاعتداءات جسدية وجنسية.
والسبت 29 أبريل/ نيسان 2023 دشنت المليشيا المراكز الصيفية في مناطق سيطرتها للعام الثامن، زاعمة أنها تستهدف ما يزيد على مليون طفل من طلاب المدارس رغم التقارير الحقوقية التي وثقت ارتكاب انتهاكات جسيمة في هذه المراكز خلال السنوات الماضية.