ما بين أنباء الهروب من مصر ونفي تلك الأنباء، سارت الأخبار كالنار في الهشيم على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي فور انتشار خبر القبض على الممثلتين الصاعدتين «ش. ا»، و«م. ف»، حيث ربط البعض ما بين انتشار أحد المقاطع وهو «فيديو إباحي» منسوب للممثلتين ولشخصية فنية وسياسية شهيرة، قيل إنه المخرج السينمائي وعضو مجلس النواب خالد يوسف.
ظهور المقاطع الفاضحة في يناير بشكل مفاجئ أشعل أجواء يناير الباردة، ولفت الانتباه مرة ثانية إليها، لتعود الفيديوهات الجنسية وقبلها الأزمة إلى صدارة المشهد وبالطبع إلى ذاكرة الهواتف الذكية وعبر حسابات تطبيق «واتساب»- مقاطع جنسية تحت عنوان «شاهد فضيحة المخرج الشهير» أبطالها فتيات بعضهن ممثلات جدد، وهي نفس المقاطع التي تم تداولها بين نواب في البرلمان، في واقعة شهيرة تحت القبة قبل عامين .
الإطار الزمني المتلاحق لنشر تلك المقاطع، مع إضافة مقاطع جديدة- وضع المخرج الشهير في أزمة حقيقية بعد ضبط (م. ف) و(ش. ا)، وإحالتهما للنيابة وتردد أنباء نقلتها صحف ومواقع حكومية عن اتجاه لرفع الحصانة البرلمانية عنه ومساءلته جنائيا عما دار بتلك الفيديوهات وما قيل إنه اعترافات الفتاتين ضده.
إلا أن خالد يوسف تعمد الغياب عن المشهد تماما قبل أن يظهر ليؤكد على حسابه الشخصي على فيس بوك إنه يتعرض لحملة تشويه دون أن يشير بوضوح لتلك المقاطع، وهو ما فسره متابعون وقتها وكأنه ينفي أي ارتباط بتلك المقاطع الجنسية المسربة.
أيام لم تصل إلى شهر، وتحديدًا في 7 فبراير 2019، تلقي الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، القبض على الممثلتين (م. ف) و(ش. ا)، وإحالتهما للنيابة التي وجهت لهما تهمة «التحريض على الفسق وإعلان عن نفسيهما لممارسة الرذيلة في مقاطع فيديو مصوّرة، وممارسة الجنس الجماعي مع آخر»، دون ذكر اسمه.
وخلال التحقيقات التي تولتها نيابة مدينة نصر اعترفت الفنانتان (م. ف)، و(ش. ا)، على المخرج، وأرشدتا عن المكان، الذي تم تصوير تلك المقاطع فيه، بحسب صحيفة الأهرام الحكومية التي نشرت الصور عبر بوابتها على الإنترنت.
وأشارت الفنانتان في التحقيقات إلى أن الشقة مملوكة للمخرج المعروف خالد يوسف والكائنة بالمهندسين، لافتتين إلى أنه مصاب بمرض تصوير نفسه على حد قولهما.
مساء يوم ٧ فبراير 2019، ترددت أنباء من مصادر بمطار القاهرة عن «سفر مفاجئ للمخرج خالد يوسف إلى فرنسا»، بعد ساعات من القبض على الممثلتين، لتربط التقارير الإخبارية بين القبض عليهما وهل سافر المخرج المعروف، خوفا من مساءلته ورفع الحصانة عنه كونه عضوا في مجلس النواب.
ساعات وتحديدا صباح اليوم التالي يعود المخرج خالد يوسف عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل «تويتر»، وينشر صورًا لجواز السفر الخاص به، ليثبت فيه أنه بفرنسا منذ أسبوع مع زوجته وابنته، ولم يسافر مساء الخميس، قائلا: «آخر الأكاذيب في حملة تشويهي أنني سافرت أمس هربا.. أنا منذ أسبوع بباريس في زيارتي الشهرية لابنتي وزوجتي هذه آخر الأكاذيب أما عن أولها فسأعرض كل الحقائق تباعا على الرأي العام والذي هو صاحب الحق الوحيد».
أما طارق العوضي، محامي المخرج السينمائي وعضو مجلس النواب، فقال إن كافة ما نشر وما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، منذ أمس حول ارتباط موكله بالقبض على إحدى الممثلتين عبارة عن تسريبات صحفية متناقضة.
ودخلت نقابة الممثلين على الخط في وقت سابق عندما قال الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، في تصريحات تلفزيونية: «إنه لا يعلم شيئا عن خبر القبض على الفنانتين وإنهما لا ينتميان للنقابة وإن الإجراءات المتبعة التي تتخذها النقابة تكون مع الأعضاء الذين ينتمون للنقابة فقط وهما تعملان في الفن بتصريح عمل ليس إلا».