خالدة النسيري
تغفو على أوجاعها صنعاءُ
وتهيم فيها أحرفي البيضاءُ
عطري وقافيتي تهيم بحبها
غنى على أوتارها الشعراءُ
وتنهدت لغتي على وقع الهوى
وتنفست في مقلتي الأجواءُ
مازال زهر الحب يسكن قلبها
مهما طغى وتجبر الأبناءُ
هي أمنا تهدي الجميع مناهلا
للضوء إن عبثت بنا الظلماءُ
___________
قراءة
كعادة الشاعرة خالدة النسيري تجيد رسم الصور الشعرية لتكوين لوحات شعرية وارفة وزاهية الألوان .
والنص رغم قلة الأبيات إلا أن الشاعرة تنهدت فيه وتنفست برئة واسعة.. بدأ النص بملامسة الوجع العام الذي تنام صنعاء وتصحو عليه وجع الحرب والدماء والدمار وقد عبرت الشاعرة عن اليمن بقلبها النابض وهو صنعاء عاصمة القلوب.
وكلما توجعت صنعاء زاد عشق الشاعرة لها وهيامها بها فما قيمة الشعر إن لم يعبر عن الوجع الجمعي والهم للمشترك للوطن والمواطن.. وتهيم فيها أحرفي البيضاء رغم طغيان حمرة الدماء على صنعاء ما زال للشعر حرف أبيض ينم عن الحب والصفاء والنقاء رغم تلبد الأجواء وقتامتها.
وتنهدت لغتي على وقع الهوى تعبير عن وجع بديع وعذاب عذب عبرت عنه الشاعرة بالتنهد لكن لهذا التنهد وقع جميل ولحن يصوغه الحب.
وتنفست في مقلتي الأجواء. تراسل في الحواس رائع جدا وصورة شعرية جميلة فالأجواء رغم ضبابيتها تتنفس في مقلة الشاعرة التي لا ترى في أجواء صنعاء سوى الصفاء والنقاء .
وهذا تعبير يوحي بالأمل في جو نقي خال من التعكر والضبابية، ومهما عقها الأبناء ما زالت تكن لهم كل المودة والمحبة فهي الأم صاحبة القلب المحب.. والتعبير بلفظ الأبناء تعبير موفق ومطابق للواقع.
ومهما زاد عبث الليل المظلم فأمنا صنعاء تهدينا مناهلا من الضوء، المناهل والشلالات تكون للماء لكن براعة الشاعرة أحالتهما للضوء وهذا من الأساليب البلاغية الرائعة.. نص جميل جميل جدًا.
جمال الجماعي