أزواج فى قفص الاتهام.. زوجات رفعن شعار الخلع أحسن من ظل راجل

ميس رضا

أصبحت محاكم الأسرة الملجأ الوحيد لكل زوجة تبحث عن الحقوق المالية والاجتماعية، فى ظل غياب الدور العرفى الذى كان يمثل المحطة الأولى التى لا يتجاوزها قطار المشكلات والخلافات الزوجية والأسرية فى المجتمع، بحضور أحد طرفى المشكلة وإنهاء الأمور قبل تفاقمها.

 

تكتظ قاعات المحاكم كل يوم بدعاوى الخلع والطلاق حتى يظن من تقع عيناه على المشهد يظن أن كل الزيجات باءت بالفشل.

 

وخلال جولة لـ"صدى البلد" من داخل محاكم الأسرة رصد بعض هذه الحالات بعضها يبدو غريبا ويثير الدهشة.

 

الزمالك جنن جوزى

تقول "أميرة. ع": "عمري 30 عاما وتزوجت من "صلاح. م"، 35 عاما، من 4 سنوات، وسبق زواجنا قصة حب فلم يكن زواجنا تقليديا، أنا لا أعمل، اكتفيت بقضاء حوائج المنزل ومتطلباته".

 

وأضافت: "الحياة بيننا استمرت بهدوء دون أي منغصات، ولكن عشق زوجى لمباريات كرة القدم بشكل جنونى حوله لشخص غير طبيعى لا يعى ما يفعله خلال متابعة المباراة (يشجع فريق الزمالك)، زوجى حاد الطبع إلى حد ما عصبى، وأنا كأي فتاة فى الخطوبة لم ألاحظ هذا عليه فكان يحاول السيطرة على نفسه بقدر المستطاع خلال مشاهدته للمباراة مع والدى وأحيانا كان يتهرب منه حتى لا يضيق عليه والدى حريته".

 

وتابعت: "عندما كان يشاهد المباريات كان صوته العالى يصل إلى الجيران ويطلق ألفاظا غير لائقة أمام ابنه، وكنت أخشى أن تتربى مسامعه على هذه الألفاظ، كان يحول المنزل بمعنى الكلمة إلى حالة من الطوارئ بمعنى أوقع "بيكهربنا".

 

وأردفت: "عندما كنت أطلب منه شيئا وهو يشاهد الماتش كان ينهرنى ويضرب الأولاد حتى وصل الأمر لتكسير أدوات المنزل تباعا، حذرته مرارا من هذا وتزايدت المشادات بيننا، وتحول لشخص عدواني من الدرجة الأولى وأصبح ابنه الذى أكمل عامه الأول يخاف منه، لأنه يقوم بضربه، وصلت الخناقات المتكررة بيننا لترك المنزل لفترة طويلة حتى أحصل منه على إجازة نفسيا وعصبيا".

 

واستطردت: "فى إحدى المرات كنت أعاتبه على ما بدر منه بحقي أنا وأولاده، لم يتقبل كلامي وتحول الحديث لمشادة كبيرة بيننا تراشقنا فيها الشتائم قام بعدها بتكسير الأدوات المنزلية والنيش وضربنى والأولاد وطردنى خارج المنزل، فقررت طلب الخلع منه بعد أن حول حياتنا لجحيم".

 

زوجى بيحب الأنتخة

تروى سهام صاحبة التاسعة وعشرين من عمرها حكايتها لـ"صدى البلد" تقول: "تخرجت فى جامعة القاهرة بإحدى الكليات التربوية بتقدير جيد جيدا، وكنت تعرفت على زوجى "حسام. أ"، ٣٤ عاما، مؤهل متوسط، تخرج في أحد المعاهد الهندسية، عن طريق إحدى صديقاتى، حيث تربطهما صلة قرابة ويعمل بإحدى الشركات الخاصة، وتقدم لخطبتى وتزوجنا عقب تخرجى في الجامعة منذ عامين".

 

وأضافت: "وكأى بنت أحبت خطيبها وتزوجته دون أن أنظر للفارق فى المؤهل، ولم ألتفت لصفاته التى لاحظتها بعد الزواج فكانت سببا فى أن أطلب الخلع، قررت أن أساعده بعد زواجنا من خلال عملى حال التحاقى به لأتحمل جزءًا من مسئولية البيت وأقلل الضغط عنه فى النفقات لأننا نسكن في شقة إيجار تكبدنا مبلغا كبيرا شهريا ولندخر مبلغا يكفى احتياجات أطفال قد نرزق بهم فى أي وقت".

 

وتابعت: "بدأت أتحدث معه بعد زواجنا بـ٦ أشهر عن العمل، فكان يرفض بشدة فكرة أنى أخرج للعمل بحجة أنى لن أستطيع تلبية احتياجاته ولسبب آخر أن عائلته ليس من عاداتهم أن تخرج البنت للعمل، وكنت مصرة أن أشتغل وأقرر مصيري لتأمين مستقبلى لأن حسام بيحب الأنتخة والكسل، ومن السهل فى أى وقت أن يترك العمل لأنه لا يملك حس تحمل المسئولية".

 

وأردفت: "انفعلت بشدة وحدثت مشادة بيننا لم تكن الأولى، وكنت مصرة على رأيي وقدمت أوراقى بإحدى الشركات المعروفة دون علمه عن طريق واسطة تربطه صلة نسب بعائلتنا وبعدها بفترة حوالى شهرين أرسلت الشركة لى ميل يفيد بقبولى فى الوظيفة".

 

واستطردت: "كنت سعيدة جدا بالخبر، لم أصدق نفسي لكن جال بذهنى على الفور ما يفعله حسام عندما أخبره، قلت خناقة يعنى بسيطة، ولا كبيري علقة سخنة، عادى كله فى سبيل إنى أحقق حلمى".

 

وقالت: "المفاجأة كانت.. أبلغته الخبر برفق بهدوء لكنه استشاط غضبا وتحول لمجنون فى الحال ونهرنى بألفاظ وكلمات غير لائقة وقال لى "لمى هدومك وعلى بيت أسرتك ومش عايز أِشوف وشك هنا تانى أبدًا، وتركت بالفعل المنزل ولم يسأل عنى طيلة 6 أشهر وأنا فى منزل أسرتى، طلبت الطلاق رفض، قررت الخلع لأنهى الحياة المأساوية".

 

بشتريلى ذهب كتير

"منار. س"، روت حكايتها لـ"صدى البلد" قائلة: "تزوجت من "حسام. م"، 34 سنة، بعد إتمام دراستى الجامعية فى جامعة القاهرة، ويعمل زوجى فى إحدى الشركات الحكومية إداريا فى موقع متوسط وراتبه جيد يتسع لمتطلبات المعيشة ومتطلباتى الشخصية، خريج كلية التجارة وينتمى لأسرة متوسطة الحال، تزوجنا من 4 سنوات بعد قصة حب بدأت عبر فيس بوك وتوجت بزواج ناجح ولا يوجد ما يعكر صفو الحياة ورزقنا الله بمالك 3 سنوات".

 

وأضافت: "فى بعض الأوقات كنت أحس بأنه مادى بعض الشيء ولكن كان يحاول إخفاء ذلك، ولم ألحظ هذا فى فترة الخطوبة التي استمرت لـ6 أشهر، كنا نذهب للمحال التجارية لشراء بعض الأغراض الخاصة بي، كنت أراه متراجعا بعض الشيء أثناء تفقدي للملابس والحلى، وكان يصفنى بـ"المسرفة"، لأنى بطبيعتي أحب أن أبدو دائمًا فى مظهر أنيق فى كل وقت".

 

حيلة لتوفير المال

وتابعت: "منذ عام وجدته حريصا بعض الشيء على ادخار المال وعندما أطلب منه شيئا يقول لى: غير ضرورى كماليات ركزى فى الأساسيات، ليضايقنى بهذه الكلمات وتنشب المشادات الكلامية بيننا بعضها ينتهى بأن أترك المنزل وأغضب ليومين ثم أعود بضغط على أعصابي".

 

ما الحيلة

تقول منار: "تغير فجأة وبدأ بشراء قطع الذهب الصغيرة لى حتى لا أجرؤ على الاستمرار فى الطلبات التى يراها غير ضرورية من وجهة نظره، كنت أظن وقتها أنني استطعت التأثير عليه وتغيير حاله للأفضل إلا أنه كان يخطط لمفاجأة".

 

وأضافت: "كنا نزعل يصالحنى بخاتم ذهب، فى عيد ميلادى، فى عيد زواجنا، فى أي مناسبة حتى العيد كان يشتري لى بعض القطع الذهبية الصغيرة التى لا تتجاوز 5 جرامات وكنت سعيدة بذلك، إلا أنه فاجأنى فى مرة خلال مناقشات بيننا فى مساء ليل جميل بقوله: أخبار الذهب اللى معاكى إيه.. حافظى عليه أوى، فما كان منى إلا أن أجيب بتساؤل: ليه؟ فأجابنى: أهو ينفع فى الأزمات.. استثمار يعنى، ضايقتنى الكلمات وقلت له: استثمار يعنى إيه.. خلاص لا تشتري ذهب لى هو انت بتشتري الذهب لكى نبيعه، أنا هستبدله بفضيات وإكسسوارات يدوية".

 

وتابعت: "كان كلامى بمثابة ليلة سوداء لن تمر، أنزعج بشدة وارتفع صوته "هو أنا كنت بشتري الذهب علشان تستبدليه بفضة؟ أنا هاخده وأبيعه ولن تري منى جنيها بعد اليوم، ومن بعد هذا اليوم تغير الحال تماما، بدأ حاله يتغير تماما، لا ينفق على البيت إلا فى أضيق الحدود الخاصة بمتطلبات مالك ابننا، أخذ كل القطع الذهبية حتى الدبلة، وبدأت المشكلات اليومية تنشب بيننا، لا يتحمل كلمة واحدة أقولها، أخذت مالك وذهبت لبيت أسرتى فلم يسأل علينا لمدة شهر تقريبا".

 

واستطردت: "تدخل الأهل بيننا لفض المشكلة وعدت إلى المنزل ولم يتغير حاله، تجدد النقاش بعدها ووصل الحال لضربه لى ونهرنى بكلمات جارحة، طلبت الطلاق بعد أن بدأ الانشقاق فى حياتنا بدأت بعدم اهتمامه بى وبابنه، يدخل ويخرج من البيت مش طايقنا، تحول لزوج صامت لا يطاق معه العيش".

 

واختتمت حديثها قائلة: "رفض أن يطلقنى فلجأت لطلب الخلع حتى يعرف مين اللى هيقدر على التانى".

 

حلق لى شعري وكسر لى ضلع

بدأت الزوجة تروى قصتها لـ"صدى البلد": "استحملت العذاب علشان أولادى ولما فاض بيا جئت إلى محكمة الأسرة طلبا للخلع من زوجى الثانى".

 

تروى الزوجة البالغة من العمر 45 عاما قصتها مع زوجها الذى وصفته بـ"الجبروت": "تزوجته عن حب منذ 16 عاما وأنجبت منه ولدين فى المراحل الإعدادية والثانوية، ومنذ أن تزوجنا بشهور بدأ يظهر على حقيقته بخلاف ما كان يظهر منه قبل الزواج، يعتمد عليا كليًا فى الإنفاق على المنزل ويرسلنى أعمل فى البيوت وأمسح السلالم وأغسل السجاد وفى الآخر ياخد الفلوس ويشرب بها حشيش واستروكس وتسبب فى انقطاع الولدين من المدرسة وشغلهم ليأخذ فلوسهم لشراء المزاج".

 

وتابعت: "كان يأتى كل يوم للبيت فى شبه حالة تخدر غير مدرك لحاله، يضربنا ويفرج علينا الجيران ووصل به الحال إنه حلق شعري كليًا وكسر لى ضلع وأصابنى فى وجهى بسلاح أبيض، لم أستطع التحمل على كل هذا".

 

زوجى سوابق

واستطردت: "اكتشفت بعد زواجنا أنه راجل سوابق قبضت عليه الشرطة أكثر من مرة بسبب المخدرات وإدمان الاستروكس، وكان بييجى للبيت آخر الليل ويضربنى ويفرج علينا الجيران فى آخر الليل والناس نايمة".

 

"محدش بيستحمل أولاد حد"، وتابعت حديثها: "لدى بنت من الزوج الأول وتعيش مع والدها الذى أذاقني المر بسبب أسرته، كانت أمه وإخواته بيحرضوه عليا يضربنى كل يوم إلى أن طلبت الخلع منه، ولما تزوجت ثانية كان عندى أمل بأن يتقى ربنا فيا وفى ابنتى لما كانت تأتى لزيارتى كان يضربنى زوجى الثانى ويهيني ويشتمنى بأقبح الكلمات".

 

واختتمت حديثها قائلة: "وجوده زى قلته هطلب الخلع منه وأشتغل وأنفق على أبنائى واخلص منه".

 

* صدى البلد

الأكثر زيارة