لهذا السبب، تجنب وضع العنب في المايكروويف!

العديد من المختصين في تطبيق تجارب غريبة وخطيرة على يوتيوب يُحذّرون بشدة من وضع العنب في المايكروويف. وعلى الرغم من أن فكرة تسخينه داخل الميكروويف لا تخطر على بال أحد، لكن ذلك جعل البعض يُجرّب وضعه أو مشاهدة مقاطع فيديو لهذه التجربة، والتي اتّضح أنها خطيرة للغاية ما لم تتّخذ الاحتياطات المناسبة!

 

من كان يتوقّع أن وضع العنب داخل المايكروويف يُسبب اشتعال كرة نارية واحتراق الجهاز بالكامل؟ وما السبب في ذلك؟

 

ما سر اشتعال النار عند وضع العنب داخل المايكروويف؟

تعددّت الفرضيات حول هذا الأمر، واختلف الجمهور بين سبب اشتعال النار عند وضع العنب في المايكروويف بعد ملايين المشاهدات لهذه التجربة المثيرة. الفرضية الشائعة أنه عندما يتم شق العنب إلى نصفين، فإنه يبدأ بالعمل كهوائي، ويدفع الموجات الصغيرة المتولّدة داخل الجهاز عبر جلد العنب الرقيق المتصّل، ما يُشعل الشرارة الأولى.

 

مع ذلك، لم يتم اختبار هذه الفرضية من جهات مختصة لمعرفة ما إن كانت صحيحة أم لا، ولم تُوضع صيغة رياضية تُثبتها. لكن ولحسن الحظ، قام ثلاثة من الباحثين في كندا باختبار النظرية وفك شيفرة تشكّل الكرة النارية من تسخين العنب في المايكروويف.

الدراسة..

 

حملت الدراسة عنوان: Linking plasma formation in grapes to microwave resonances of aqueous dimers، وتعني "ربط تشكيل البلازما في العنب بالموجات الصغيرة للثنائيات المائية". ونُشرت الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم الدورية. وصبّ الباحثون اهتمامهم في التجربة على ما يُسمى "البلازما"، وهي البقعة الساخنة من الأيونات السائبة والإلكترونات، والأسباب التي أدت إلى تكوينها. وكان السؤال الأهم الذي بحث العلماء عن إجابة له، كيف بإمكان شيء غير ضار كالعنب أن يُولّد كرة نارية داخل مايكروويف بحيث يُنتج البلازما على شكل نار؟

 

خلال التجربة، استعان العلماء بخرز بلاستيكي يُشبه إلى حدٍ كبير العنب وغلافه الرقيق، كما استعانوا بمايكروويف واستبدلوا الباب الخاص به بآخر زجاجي شفاف لمراقبة التجربة بوضوح، واستعانوا بكاميرا تسجيل ذات سرعة عالية لترسيخ نتائج التحقيق.

 

الاستنتاج..

 

توصّلت الدراسة إلى شرح مثير للاهتمام وعدد من الاستنتاجات. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن العنب لا يتصرّف كهوائي، بل يُشبه في تصرفه إلى حدٍ كبير آلة الترومبون الموسيقية "البوق الموسيقي".

 

إذ يعمل العنب تمامًا مثل آلة الترومبون، من خلال تضخيم الموجات التي يُنتجها المايكروويف المنزلي. حيث يدفع الجهاز الموجات الناتجة عبر شقي العنب، ثم يُركّز الطاقة على بقعة معيّنة من جلد العنب.

 

ويعمل شقي العنب على تركيز الطاقة بنفس الوقت وفي نفس المكان، ما يؤدي إلى تراكم قدر كبير من الطاقة المكثّفة، وتتصادم بالإلكترونات ثم تدفعها بقوة إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على التمسك بذراتها، فتتحوّل إلى كرة نارية، أو ما تُعرف باسم البلازما.

 

كما أشارت الدراسة أنه بإمكان حبتي عنب بجوار بعضهما البعض توليد الطاقة داخل فرن المايكروويف وتشكيل البلازما، لكن من الصعب الحصول على طاقة كافية من العنب المفرد غير المقسوم إلى نصفين، ولن يكون كافيًا لتشكيل البلازما.

 

من المثير للاهتمام أن الدراسة أشارت إلى إمكانية استبدال العنب بأي جسم آخر مماثل لحجم العنب ويحتوي على كمية كافية من الماء. ونجح الخبراء بتوليد البلازما من التوت الأسود، نبات الكشمش، وحتى بيض السمان!

 

وإن كُنت في غنى جهاز المايكروويف الخاص بك، يُمكنك تجربة توليد النار من العنب بداخله، لكنك لن تكون قادرًا على التنبّؤ بمقدار البلازما المتشكّلة ما يجعلك عرضةً لخطر انفجار المايكروويف، لذلك لا ننصحك بذلك!

 

الأكثر زيارة