الحوثيون يمارسون الإبتزاز وأساليب جديدة للتضييق على المسافرين

في كل مرة تفاجئ الميليشيات الحوثية اليمنيين في مناطق سيطرتها بأساليب وأدوات جديدة لعل أخيرها وليس آخرها ابتزاز المسافرين وسائقي السيارات والحافلات قبيل وأثناء عيد الفطر هذا العام، في عدد من الخطوط الرئيسية التي تربط صنعاء بمدن يمنية أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات.
فرض الحوثيون قيوداً مشددة على حركة وتنقلات المسافرين من العاصمة صنعاء إلى المحافظات الأخرى عبر نقاط تفتيش تابعة لها ومنتشرة في معظم طرقات المدن الخاضعة لها.
وشكا عدد من المسافرين في طريق (صنعاء – ذمار – إب – تعز)، وطريق (صنعاء – الحديدة)، و(صنعاء – عمران وحجة)، وطريق (ذمار – رداع – مأرب) تعرضهم قبيل العيد لحملات تفتيش وابتزاز كبيرة رافقها طرح سيل من الأسئلة والتحقيقات والاستجوابات، فضلا عن العبث بأمتعتهم وحقائبهم من قبل الميليشيات الحوثية بعدد من نقاط التفتيش التابعة لها والمنتشرة على طول الطرق.
وقالوا إن «الميليشيات تفاجئهم كل مرة بأسلوب إجرامي جديد منذ اقتحامها للعاصمة صنعاء ومدن أخرى ونهبها لمقدرات الدولة، مرورا بعمليات النهب والسلب في حق اليمنيين بقوة السلاح كإتاوات لدعم مجهودها الحربي، وصولا إلى استحداث نقاط تفتيش خارجة عن النظام والقانون لنهب وابتزاز من تمكنوا بسبب الوضع الذي خلفته من مغادرة صنعاء إلى قراهم ومدنهم لقضاء إجازة العيد بين أهاليهم ووسط محبيهم».
وأضافوا «لا يوجد لهذه الميليشيات الكهنوتية فاصل أو حد أو معيار لجرائمها المختلفة بحق الشعب اليمني، فشغلها الشاغل هو التفنن في كيفية نهب وسلب وتعذيب وقتل اليمنيين على حد سواء».
وكشف سكان في صنعاء عن تعرض عدد من أهاليهم لمضايقات وابتزازات الميليشيات الحوثية في عدد من نقاط التفتيش بالطرقات.
وأكد السكان، الذين تحتفظ «الشرق الأوسط» بهوياتهم، أن المسافرين في خط (صنعاء – ذمار – إب – تعز) كان لهم النصيب الأوفر من حيث عمليات التفتيش والابتزاز والنهب التي مارستها الميليشيات في حقهم.
مسافرون وسائقو سيارات ومركبات آخرون، تتحفظ «الشرق الأوسط» بمعلوماتهم حفاظا على سلامتهم، أفادوا بأن الجماعة وضعت قيودا مشددة على حركة وتنقلات المسافرين إلى المحافظات الواقعة تحت سلطة الشرعية، وأقدمت على اختطاف العشرات من المواطنين المسافرين في نقاط التفتيش المنتشرة على الطرقات العامة بين مدينة ذمار الخاضعة لسيطرتها والمحافظات الأخرى.
وترجح مصادر مطلعة بأن ميليشيات الحوثي اختطفت ليلة العيد فقط أكثر من 60 مسافرا من نقاط التفتيش المنتشرة على طريق (ذمار – رداع – مأرب)، بحجة أنهم من مؤيدي الحكومة الشرعية. وهذا بالفعل ما أكده مسافرون وسائقون بأن الميليشيات اختطفت عشرات المسافرين معظمهم من المواطنين العاديين ومن شريحة العمال القادمين من العاصمة صنعاء ومن ذمار ومدن أخرى واقتادتهم إلى سجونها بذمار وسجون أخرى مجهولة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الميليشيات منعت عددا كبيرا من المواطنين من مغادرة المحافظة وقامت بإعادتهم من النقاط إلى ذمار، مشترطة على المسافرين بأن من يرغب في السفر لقضاء إجازة العيد أو غيرها بالحصول أولا على تصاريح عبور ومعلومات مفصلة عن هوياتهم وأعمالهم وأماكن سكنهم من قبل مشرفيها بالمناطق والمديريات التي يقطنون فيها.
وتحدثت المصادر عن عودة الكثير من المسافرين للمناطق التي أتوا منها نتيجة الممارسات غير القانونية والتعسفية التي مارستها الميليشيات بحقهم في نقاط التفتيش والتي حالت بينهم وبين سفرهم لقضاء إجازة العيد في مدنهم وقراهم وبين أهاليهم.