نشر موقع فرانس 24 تقريرا حول انشغال الرأي العام في العالم أجمع بمتابعة آخر المستجدات حول عقاري الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين المشتق منه كعلاجين محتملين لفيروس كورونا الذي تسبب بوفاة آلاف الأشخاص حول العالم . ولا يزال الرأي العلمي غير حاسم حول هذين العقارين ، فبين دراسات تؤكد فعاليتهما وأخرى تنفي أي فعالية في استخدامهما ، لا تزال العديد من المنظمات الصحية تسعى لإجراء اختبارات واسعة لمعرفة مدى فعالية مكونات هذين الدوائين .
“ما هو الكلوروكين؟” :
يعد الكلوروكين شكلا مركبا من الكينين المستخرج من أشجار الكينا ، يستخدم منذ قرون لمعالجة الملاريا . ويباع عقار الكلوروكين تحت عدة تسميات بحسب الدول والمختبرات، ويعرف باسم نيفاكين مثلا أو ريزوكين . من جهة أخرى، فإن الهيدروكسي كلوروكين مشتق من الكلوروكين لكنه أقل سميّة منه ، يعرف في فرنسا تحت تسمية بلاكينيل ، ويستخدم لمعالجة التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة .
يقوم العلماء باختبار أدوية موجودة والمزج بينها سعيا للتوصل إلى علاج في أسرع وقت لوباء كوفيد-19 الذي يجتاح العالم . وهنا تكمن ميزة الكلوروكين والهيدروكسي كرولوكين عن جزيئات أخرى بأنهما متوافران ومعروفان وسعرهما متدن . والعقاران معروفان قبل انتشار وباء كوفيد-19، وكانت خصائصهما المضادة للفيروسات موضع الكثير من الدراسات سواء في المختبر أو على حيوانات وفيروسات مختلفة .
معهد باستور مارك لوكوي :
فقد أشار الباحث في علم الإحياء المجهريّة المتخصص في الأمراض المعدية في معهد باستور مارك لوكوي إلى أنه “من المعروف منذ وقت طويل أن الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين المشتق منه يعطلان في التجارب المختبرية تكاثر بعض الفيروسات ” . وأضاف أن تجارب جرت مؤخرا أكدت “كما كان منتظرا”، أن للمادتين فعلا “في المختبر مفعولا مضادا للفيروسات” على فيروس كورونا . لكن لوكوي اعتبر أن نجاح التجارب في المختبر “لا يفترض بالضرورة أن هذين العقارين لديهما عمل مضاد للفيروسات داخل جسم الكائن البشري” .
“جدل علمي غير محسوم” :
وحتى الآن، صدرت ثلاث دراسات، واحدة صينية واثنتان فرنسيتان، عن نتائج إيجابية على مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد . وشملت التجارب الصينية 134 شخصا في مستشفيات مختلفة، واستنتجت أن للكلوروكين مفعولا إيجابيا .
أما في فرنسا، يُجري البروفسور ديدييه راوول التجارب على العقارين . وبعد دراسة أولى شملت عشرين مريضا ، ثم دراسة ثانية أجريت هذه المرة على ثمانين مريضا ، تلقوا جميعهم علاجا يتضمن مزيجا من الهيدروكسي كلوروكين وعقار أزيترومايسين ، وهو مضاد حيوي معروف يستخدم في القضاء على التهابات بكتيرية ثانوية . وكتب مع فريقه من المعهد الاستشفائي الجامعي “مديتيرانيه أنفيكسيون” في مرسيليا “نؤكد فاعلية استخدام الهيدروكسي كلوروكين بالتزامن مع أزيترومايسين في معالجة كوفيد-19”.
النتيجة :
غير أن العديد من العلماء، انضمت إليهم منظمة الصحة العالمية، شددوا على حدود هاتين الدراستين إذ أجريتا بدون مراعاة الأصول العلمية الاعتيادية المتبعة، مثل اختيار المرضى بالقرعة، وإجراء التجارب من غير أن يعرف لا المشاركين ولا الأطباء من الذي يتلقى فعلا العلاج، ونشر النتائج في مجلة علمية ذات لجنة مراجعة مستقلة، وغيرها. وفي دليل على مدى تعقيد الموضوع، فإن دراسة سريرية أخرى صينية نشرت نتائجها في 6 آذار/مارس لم تخلص إلى فاعلية خاصة للعقار على 30 مريضا .