يتفق الكثيرون أننا نكون في قمة سعادتنا عندما نكون في عطلة. إلا أنه أصبح من المستحيل الآن الذهاب لمكان مختلف في ظل تحذيرات السفر الموجودة في مختلف أنحاء العالم. وبدلاً من السفر إلى الخارج يتم إعادة المواطنين إلى أوطانهم.
درس عالم المستقبل والباحث في مجال السياحة هورست أوباشوفسكي السفر لأكثر من 30 عاماً، وما توصل إليه الخبير واضح: "بدون السفر الإنسان عرضة للمرور بأعراض الانسحاب".
ماذا يحصل لنا بلا سفر؟
ويقول إن السفر هو الشكل الأكثر شعبية للسعادة حيث أنه "يسمح لنا بتغيير المكان الذي نوجد فيه ومن نكون أيضاً". يغير الكثير من الأشخاص شخصياتهم وأسلوبهم عندما يسافرون. وفيما لم يعد هذا ممكناً حالياً، لم يعد من الممكن أيضاً أخذ إجازة من كونك نفسك.
وهناك أثر آخر وهو أنه بدون سفر هناك ببساطة القليل من الحركة والإثارة. ويقول أوباشوفسكي: "القوة المحركة وراء الحركة والسفر هي الخوف من افتقاد شيء من الحياة".
وكلما كان الأشخاص يافعين، زادت أهمية السفر. وفي الحقيقة في السنوات الأخيرة تحصل على انطباع بأن السفر أصبح رمزاً للحالة ومصدراً للمعنى لكثير من أبناء جيل الألفية. فالجميع يجب أن يذهبوا إلى بالي ونيويورك في مرحلة ما.
ولكن أليس من اللطيف الاستمتاع بالمنزل كنوع من التغيير؟ هذ يتوقف على مدة استمرار حظر السفر، بحسب أوباشوفسكي. ويفسر: "بغض النظر عن مدى نظافة المنزل حالياً، ولكن في مرحلة ما يجب أن تغادر. هناك حاجة للخروج من الروتين اليومي، من العادات من المواعيد، إلى آخره". الإنسان ببساطة بحاجة لنقيض للحياة اليومية.
وفي حين أن الهدوء المنصوح به قد يكون مفيداً للبعض منا الآن، يعتقد أوباشوفسكي أنه في حال استمر الوضع فلن يجدي نفعاً حقيقياً على المدى الطويل.
ويقارن الأمر بالاشتياق للتقاعد. ويعتقد العالم بالمستقبل: "هناك الكثيرون الذين يتطلعون لإنهاء مسيرتهم المهنية. إنهم يستمتعون بالوقت لتنظيف شقتهم ولكن هذا الشعور لا يدوم للأبد".
الترقب من أشكال السعادة
ويقول أوباشوفسكي: "يمكن الاستمتاع بهذا لفترة مؤقتة ولكن الإنسان كائن نشيط ويحتاج إلى البقاء منشغلاً". وتدور الدائرة كالتالي: الضجر من الاضطرار لفعل شيء ما يؤدي إلى الإجهاد. وبالتالي يشتاق المرء إلى السكينة والهدوء. ولكن عندما تأتي هذه السكينة، لا يمكن تحملها على المدى الطويل.
وحتى تنتهي هذه الجائحة، كل ما يمكن أن نفعله هو وضع خطط والحلم بشأن السفر في مرحلة ما في المستقبل. وعلى كل، فإن الترقب هو شكل من أشكال السعادة.