كان شهر يوليو من كل عام هو موعد بدء التجنيد لخريجي الثانوية العامة. ويوليو يعني اشد ايام الصيف حرا ، يدعوهم الى معسكر العند التدريبي .وتجلس كمجند ثلاثة اشهر واكثر .تحت التدريب العسكري في ميدان اسفلتي . من الصباح الى قريب المغرب تتخلله استراحة الغداء وقيلوله ساعه وقليل.
التدريب ببدله رياضية سروال قصير وجرم نص. من السماء تخلع جلدك ومن الارض الاسفلت الحار.. والتدريب على الخطوة النظامية. عاداااااد سير . اول مين اول مين . للان مش عارف ايش يعني اول مين. بس لما نسمع المساعد يقول اول مين يعني الاستمرار في السير.
كنت حينها اتسائل لماذا كل هذا التعذيب والموضوع لايستحق كل هذه المتاعب يعني تعلم فقط الخطوة النظامية.
وقول اذا كانت مهمة الخطوة النظامية فلماذا لايقيمون التدريبات في الليل والجو اقل حراره..
لن يعي قسوة ما اقوله الا من اكتوى بعذاب التدريب في ميدان العند.. عذاب يفوق أي وصف.
طوال فترة التجنيد وانا مستمر في البحث عن اجابة لتساؤلاتي.. وخلال ايام التجنيد اللاحقه عرفت لماذا كان يحصل لنا كل ذلك
لانك طالب اتيت من حياة مدنية فيها متسع من الحرية . لابد ان يغرسوا فيك الالتزام والطاعة فالعسكرة اساسا قائمة على الالتزام الصارم والطاعة العمياء لقائدك وحرصهم على التدريب في اجواء قاسية والتعامل معك بشدة. وقسوة. يروضك .ويعلمك الالتزام ويغرس في داخلك الطاعه..طاعه لاتقول بعدها لا لأي أوامر تأمرك بمهمة.
نأتي للأهم..حرص الخوثيين على احياء االمناسبات الدينية المولد .. خمير غدر. عاشورا.ووو ،، والحرص على الاخضرار .
قيامهم باجبار الناس على الاحتفاء بهذه المناسبات الهدف منه غرس وتجذير الولاء والطاعة لهم لدى مواطني مناطق سيطرتهم،،
وهي ايضا يعتمدونها كمقياس لاي تراجع او تقدم للولاء والطاعة لهم . واي مراقب سيرى انهم نجحوا نجاح ربما حتى الخوثيين انفسهم كانوا لايتوقعونه. لدرجة انني اتوقع بعد اربع او خمس سنوات ان الناس في مناطق سيطرة الخوثيين سينجبون ابناء لون بشرتهم خضراء .ولن يحتاجون بعدها لاستيراد الطلاء الاخضر.
دولة الخوثيين بعد ولادة الاجيال الخضراء حين يصبح لونهم اخضر وكالة. سيكون نشيدها الوطني..
أخضر من الله لا طلاء ولا شيء..