الجامعة العربية منذ أن تأسست في عام 1945 م لم تستطع تقديم شيء من تطلعات العرب التي رُسمت في أهدافها ، وكأنها قد تحالفت مع الثورات العربية على عدم تحقيق شيء من تلك الأهداف التي رسمتها أيضا الثورات ، ورقصت لها الجماهير العربية وزغردت ، حقا إن الجامعة العربية كانت في عهد قيادة مصر للأمة العربية لاسيما في مرحلة ولادتها إلى ماقبل اتفاق كامب ديفيد - إذ تخلت قيادة مصر برئاسة أنور السادات عن حمل راية الأمة ، وقررت القبول بالسلام المهين المذل مع الصهاينة ، وإلغاء عقيدة الجيش المصري ( وهذا القول للمفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل ) - تستطيع إصدار اللاءات في اجتماعاتها بالإجماع ، وترفض التشريع للغزاة باحتلال أي قطر من أقطار الوطن العربي ، أو سن أي قوانين من شأنها التسهيل لقوى الاستكبار الغربية باقتحام أي شعب عربي وانتهاب ثرواته وإذلال أحراره ، لكن ما بعد كامب ديفيد أضحت الجامعة العربية تشكل الوجه الأقبح في نظر كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج ، الأمر الذي وصل بأعضائها حين يأتمرون أنهم لايتفقون حتى على نوعية المياه المعدنية التي يحتسونها في أثناء اجتماعاتهم السرية والعلنية ، بل وصل الحال بالدول الوازنة في الجامعة بعد سقوط مصر إنهم لايفكرون في حمل الراية والتنافس من أجل قيادة الأمة بل تجد كل واحدة من تلك الدول الوازنة تعمل لصالح امبراطورية من امبراطوريات الغرب المستعمر ، وترهن دورها بدور السمسار أو الدلال أو القواد لصالح أنظمة الاستكبار العالمي الغربي ، فبعد أن كان المواطن العربي ينشد تحقيق شيء من أهم أهداف الجامعة العربية ؛ كإتحاد العرب أرضا و إنسانا ، وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي من المحيط إلى الخليج ، واستئصال الغدة السرطانية الصهيونية من أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين ، عاد يأمل أن يسلم فقط من مؤتمرات البغاء والقوادة والدلالة والسمسرة ... كلما سردت يا أصيل أمر لايختلف عليه اثنان ، لكن ماذا عن قمة العرب في الجزائر التي أوشكت على الانعقاد ؟؟؟ مع أنني - كما عهدتني - قليل التفاؤل يانادر أو ممن لايؤمنون بالوهم إلا أنني أميل كثيرا هذه المرة إلى أن قمة الجزائر قد تحقق شيئا ، وإن لم يصل إلى مبتغى الجماهير العربية ومرتجاها ... وماذاك الذي تتوقع تحقيقه في هذه القمة يا أصيل بعد أن بلغ السيل الزبى كما يقولون ؟ لقد بنيتُ آمالي على عظمة الشعب الجزائري وأصالته وعنفوانه ، فضلا عن أن الجزائر دولة عربية محورية ، اجتنبت تماما الدخول في مزاد أسواق النخاسة وبيع أعراض الأمة ، وبقيت تحافظ على الثوابت منذ استقلالها إلى يومنا هذا ، لكنك مازلت يا أصيل تدور حول الحمى ولما تشير بعد إلى شيء مما تأمله من هذه القمة ، سوف يأتيك ماتنتظر يانادر فلاتكن متعجلا ؛ أتوقع من هذه القمة : لملمة البيت العربي ، وتخفيف الكثير من الشتات والتنافر ، والأهم من ذلك كله أتوقع عودة العمود الرئيسي الأوسط للخيمة العربية ، من تعني بعمود الخيمة الرئيسي ... يا أصيل ؟ أعني منطلق الفتوحات العربية ، وعرين الكبرياء العربي ، أعني عنفوان الفارس العربي الذي جاب أصقاع الأرض ، وغاصت ساقا فرسه ورجلاه في مياه المحيطات ، وهو ممتشق سيفه رافع رايته ، يتساءل إن كان خلف تلك البحار من بر يقطنه بشر لايوحدون الله .... بل أعني حاضنة المقاومة اليوم وماتبقى من كرامة الأمة ... أو تعني دمشق يا أصيل ؟ أجل هي أعني يانادر ، وهل هناك غير جلق تتمتع بما وصفت ؟؟؟ كلا يا أصيل ففي هذا أتفق معك تماما ، وجزاك الله عن الأمة خير الجزاء إذ احييت في نفوسنا بذرة الأمل بعد أن ظنينا أنها قد اجتثت من قلوب الأمة ولم يعد لها من قرار .......
قمة الجزائر ... وتطلعات العرب ...
2022/11/03 - الساعة 03:17 صباحاً