لم اصدق عيني عندما رأيت محكمة استئناف محافظة عدن وقد لبست ثوبا جديدا بعد إجراء الترميمات والتي طالت المحكمة من داخل أظهرتها بفخامة وحلة جديدة افتقدتها هذه المحكمه منذ زمن بعيد، كما طالت التغيرات نوعية العمل وتم تحديد المهام بصرامة وثحديث مفهوم العمل لتقديم اداء افضل يكاد أن يكون أقرب الى المثالية هذا مالمسه جميع الزائرين وكذلك المتقاضين وهذا يعود للجهود الرائعة التي بذلها مجلس القضاء الأعلى والمتابعة الحثيثة من قبل وزير العدل وكذلك بالمبادرة و المثابرة الرائعة من قبل قيادة محكمة استئناف محافظة عدن وجهود الخييرين فيها ليظهر هذا العمل بهذا الشكل الرائع، فتحية خاصة ارسلها لكل من ساهم في هذا العمل كلا باسمه وصفته، ولكن مثل هذا العمل يتطلب التفكير الجدي في تطوير مثل هذا المشروع واخد المبادرة ليشمل كذلك تطوير وترميم المحاكم الابتدائية في محافظة عدن والتي لازالت في حالة يرثى لها ما يتطلب من الجميع تظافر الجهود والامكانيات للقيام وبشكل عاجل بترميم المحاكم الابتدائية وتوسيعها بإضافة ابنية و قاعات جديدة لاستيعاب العدد الكبير من القضاة الذين لازال الاغلبية منهم يتشاركون الغرف والقاعات وهذا ما يعطي انطباع سلبي عن ظروف العمل في هذه المحاكم إضافة أن تشارك الغرف لأكثر من قاضي يسبب نوع من عدم الراحة لدى القضاة أثناء العمل بحكم ضيق الغرف والفوضى التي تتخللها أثناء عقد اكثر من قاضي لجلساته في ذات المكان وهو الأمر الذي اتمنى أن يكون محل الاهتمام والمتابعة من قبل مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل لما له من الأثر في تحسين ظروف عمل القضاة. ختاما كلنا نستطيع أن نتكلم فالكلام لا يكلف أموالا ولكن العمل يتطلب رؤيه وتخطيط وكذلك رجال يستطيعوا بارادتهم أن يجعلوا من هكذا رؤية واقعا.
* قاضي في محكمة صيرة الابتدائية.