أصبحنا نبحث بشغف وبتلهف في مقالات ومقولات وكتابات وأشعار ونكات وأساطير وخرافات من الشرق والغرب لنستعين بها ضد أبناء جلدتنا ممن يخالفنا لغرض التشفي والتشظي والفرقة والانقسام , رغم أن البعض قد يعلم بأن تلك التفاهات قد تكون من نسج خيال كاتبيها , ولكنها قد تؤدي الغرض كما يزعم ناشريها .
بإمكانك أن توصل رسالتك أو فكرتك أو غايتك بالتلميح وليس بالتجريح , بإمكانك عدم الإساءة للآخرين بغير وجه حق أو ذنب قد أقترفوه يستحقون أن تشن عليهم تلك الحرب الشعواء غير الشريفة , أنا لا أتحدث عن شخصي بهذا المقال , ولكن هالني ما أرى وأقرأ وأسمع من قبل فريقي الصراع اللفظي التمزقي ضد بعضهما البعض .
هل نستطيع التوقف عن إعادة إرسال أو نشر أو توزيع تلك التفاهات والحماقات التي لا طائل منها سوى الشقاق والانقسام والفراق , وهل نستطيع أن نرتقي بأسلوب وطريقة نقدنا ليكون بناء لغرض تصحيح مسار خاطئ أو كشف مسؤول فاسد أو فاشل لمصلحة الوطن والمواطن .
وهل نستطيع أن نستخدم المسح لا الإرسال لتلك الاشاعات أو الفبركات التي نحن في غنى عنها وعلى يقين من عدم صحتها , لتتوقف عندنا تلك التفاهات وتنتهي ولا نساهم أو نساعد بتمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيت اللحمة الوطنية ونشر الكراهية خدمة لإعدائنا المتربصين بنا دوما وأبدا .
نستطيع إذا توفرت لدينا النية الطيبة الصادقة , نستطيع متى ما تجاوزنا حب الذات والأنانية المفرطة التي أصبحت من سمات عصرنا الراهن , نستطيع إذا غلبنا مصالح الوطن والمواطن على مصالحنا المادية أو السلطوية أو الحزبية أو الشخصية أو المناطقية أو الشللية الضيقة .
الإختلاف بالرأي .. أفسد الود والقضية
2018/09/10 - الساعة 05:31 مساءً