الإختلاف بالرأي .. أفسد الود والقضية


    أصبحنا نبحث بشغف وبتلهف في مقالات ومقولات وكتابات وأشعار ونكات وأساطير وخرافات من الشرق والغرب لنستعين بها ضد أبناء جلدتنا ممن يخالفنا لغرض التشفي والتشظي والفرقة والانقسام , رغم أن البعض قد يعلم بأن تلك التفاهات قد تكون من نسج خيال كاتبيها , ولكنها قد تؤدي الغرض كما يزعم ناشريها .

   بإمكانك أن توصل رسالتك أو فكرتك أو غايتك بالتلميح وليس بالتجريح , بإمكانك عدم الإساءة للآخرين بغير وجه حق أو ذنب قد أقترفوه يستحقون أن تشن عليهم تلك الحرب الشعواء غير الشريفة , أنا لا أتحدث عن شخصي بهذا المقال , ولكن هالني ما أرى وأقرأ وأسمع من قبل فريقي الصراع اللفظي التمزقي ضد بعضهما البعض .

    هل نستطيع التوقف عن إعادة إرسال أو نشر أو توزيع تلك التفاهات والحماقات التي لا طائل منها سوى الشقاق والانقسام والفراق , وهل نستطيع أن نرتقي بأسلوب وطريقة نقدنا ليكون بناء لغرض تصحيح مسار خاطئ أو كشف مسؤول فاسد أو فاشل لمصلحة الوطن والمواطن .

    وهل نستطيع أن نستخدم المسح لا الإرسال لتلك الاشاعات أو الفبركات التي نحن في غنى عنها وعلى يقين من عدم صحتها , لتتوقف عندنا تلك التفاهات وتنتهي ولا نساهم أو نساعد بتمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيت اللحمة الوطنية ونشر الكراهية خدمة لإعدائنا المتربصين بنا دوما وأبدا .

    نستطيع إذا توفرت لدينا النية الطيبة الصادقة , نستطيع متى ما تجاوزنا حب الذات والأنانية المفرطة التي أصبحت من سمات عصرنا الراهن , نستطيع إذا غلبنا مصالح الوطن والمواطن على مصالحنا المادية أو السلطوية أو الحزبية أو الشخصية أو المناطقية أو الشللية الضيقة .