التغيير مشروع كل اليمنيين

    ادرك حجم المعاناة التي يعيشها كثير من المثقفين والمتنورين في مناطق شمال الشمال او ما يعرف باقليم ازال ..هذه المناطق التي شهدت اعظم استبداد على مدى التاريخ من انظمة متعاقبة تلك الانظمة السلالية والعائلية التي كانت ومازالت تستخدم المخزون البشري الهائل في هذه المناطق لتغذية غزواتها وحروبها غير الوطنية في اليمن الاوسط والاسفل والتي لم تجني منه سواء الخراب والدمار لليمن كله وجعله ساحة مفتوحة للتدخالات الخارجية والاقليمية والاجنبية السلبية التي تريد اختطاف البلد وتفتيته وتقاسمه.. كثير ما تتكلم قوى المركز المستبد او المقدس عن الوطنية والوحدة والجمهورية والعدالة لكن افعالها على الارض تتناقض تماما مع هذه الشعارات التي ثبت زيفها وخداعها للجميع بما فيها انصارها وعناصرها.. اديت الخدمة الالزامية بعد الثانوية العامة العام 1998 وعام 1999 في مديرية ارحب بمحافظة صنعاء وتحديدا العام الاول كان في منطقة اسمها المنصور تقع محاددة لمنطقة خارف في الجوف والعام التالي كان في منطقة اسمها بيت القطيبي في ناحية ذيبان على ما اعتقد بالقرب من عمران..عايشت بساطة الناس وكرمهم واكرامهم للظيف ..الخدمة كانت في مجال التدريس.. زرت مناطق عديدة في ارحب وعمران ..زرت ريده وخمر وعصمان وعيال سريح وهمدان وبني الحارث وبني مطر ..جمال الطبيعة وجد الناس واجتهادهم في حراثة الارض وجني المحاصيل وتربية الماشية ..اغلب الذين يعملون في مجال التدريس بهذه المناطق من مناطق الجنوب وتعز واب..لقد شهدت هذه المناطق تجهيل متعمد من قبل الانظمة الاسرية التي ارادت الناس البقاء كمخزون بشري للحروب الشريرة فحسب.... ويشعر ابناء هذه المناطق بالزهو والرفعة ان تمكن احدهم من الالتحاق بوظيفة التعليم او التدريس في مدارس القرية...هذه المناطق التي انتمى عدد من رجالها للانظمة المتعامدة في صنعاء وكونوا ثروات ونفوذا كبيرا لم تنل مناطقهم قسطا من التعليم ولم تحصل على خدمات ولو في الحد الادنى ...شيوخ القبائل المعروفين بنفوذهم وتاثيرهم الطاغ في هذه المناطق ونفوذهم الكبير داخل الدولة لم يكلفوا انفسهم بناء مدرسة لتعليم اولادهم اغلب المدارس المتواجدة هناك اما من مساهمات الاهالي المتواضعة او من ايام الرئيس الراحل الحمدي او من اسهامات رجل الخير هائل سعيد انعم ..ويكتفي المشايخ بشراء الاطقم العسكرية والاسلحة وحشد الاطفال والرجال للاقتتال القبلي او تنفيذ القطاعات لابتزاز الدولة او لحراسة قصورهم في صنعاء.. اذا انعطفت باتجاه كوكبان وثلاء نحو المحويت ستجد طبيعة جميلة ورائعة وتاريخ ضارب في القدم ..لكن الحرمان يطاردك اينما رحلت ...زرنا منزل الحمدي في ثلاء مايميز مناطق المحويت التي زرناها ثلاء وشبام كوكبان انها تعايش حالة سلام ..يبدو هذه سمة سائدة في اغلب مناطق المحويت ..المحافظة التي ظلت بعيدة عن كل الصراعات..اكتفت بتقديم الرئيس الحمدي لليمن ولم اجهض الحلم انكفاءت .. ذمار اكثر المناطق الازاليه حضورا في الذاكرة الثقافية والادبية في شمال الشمال او على مستوى اليمن ..البردوني معجزة زمانه ..كثيرين من ذمار لهم اسهامات كبيرة ..فيها شباب متنور ومتالق لكن انظمة صنعاء عبثت في هذه المحافظة الجميلة كثيرا حولتها الي اكبر مخزون للمقاتلين ..اغلقت ابواب التعليم وضيقت عليهم الخناق ليجدوا انفسهم يكونون رقما كبيرا في جيش عفاش واليوم يكررون الامر مع جماعة الحوثي .. الناس اجمالا هناك مغلوبون على امرهم ..يتم شحنهم بالعداء على الاخرين وابناء بلدهم في الوسط والجنوب ..يقاتلون ولايعرفون لماذا يقاتلون ..المثثقفون تم ضربهم وتهجيرهم وطردهم خارج البلاد ومن تبقى منهم يعيش حالة تهديد وخوف مستمر.. كثيرون في هذه المناطق يقاسمون اليمنيين مشروع التغيير والخلاص ..ويرفضون كل ما يحدث في البلد ..عديدون يقودون حالة تمرد على القوى النافذه والمستبدة هناك وهذه الحركة يفترض تمضي وتتسع ....اليمن كله يعيش حالة مخاض عسير..نرفض رفضا قاطعا استعداء اليمنيين البسطاء من اي منطقة كانوا وان وجودهم في اي منطقة يمنية جنوبا وشمالا بشكل سلمي حقا لهم في العيش ومزاولة النشاط والتملك بحسب القانون الساري .. القضاء على لعنة التاريخ التي اصابت اليمن كله وهددت حياة اليمنيين ووجودهم على ارضهم بحاجة اليوم لتكاتف كل الوطنيين الجمهورين المؤمنيين بالتغيير والحرية والديمقراطية والعدالة والمواطنة في اي منطقة في اليمن من المهرة الي صعدة ..المعركة كبيرة وهي اخر المعارك مع قوى الشر كما يبدو ..بعدها ابدوا متيقنا انه سيولد يمن جديد ..اليمن الذي ينشده كل اليمنيين الشرفاء الاحرار.. باسم فضل الشعبي