مروان الغفوري يكتب

‏قامت الدنيا ولم تقعد حين اقترب الجيش اليمني من مدينة الحديدة. قالوا إن الحرب ستعطل الميناء، وستؤدي بالنتيجة إلى كارثة إنسانية.

وعندما قررت إسرائيل أن تدك الميناء بما فيه، وبمن فيه، قعدت الدنيا ولم تقم.

 

احترق الميناء اليمني، المنفذ الوحيد ل ٢٠ مليوناً على البحر. الدولة الإرهابية تعاقب الجماعة الإرهابية من خلال المساكين. تعودت إسرائيل على الاستثناءات، على مر التاريخ وهي شعب الاستثناء. لن يجرؤ أحد على عتابها، نتنياهو خليفة الغرب الحديث. بعد غد سيخطب في الكونغرس وسيحدد لأميركا طبيعة السياسة في العهد القادم. هذا ليس مزاحا. كان من المتوقع أن يقدم بايدن موقفه بخصوص الانسحاب من السباق الرئاسي هذا الويك إند. قال رجال من حملته إنه سيتريث بانتظار ما سيقوله نتنياهو أمام الكونغرس. هذا الشكل من العلاقات الدولية غير مسبوق، حيث دولة صغيرة مرعيّة تتحكم ب، وتدير شؤون الراعي العملاق. 

 

لا يوجد دليل واحد بمقدوره دحض الحقيقة القائلة إن الحوثيين جماعة إرهابية. ولا أقل من دليل واحد بمستطاعه التشكيك في حقيقة إن إسرائيل كيان إرهابي أصيل، ويسري ذلك على راعيه الأكبر. 

 

دخلت اليمن في السديم، في الهيولى. جماعة إرهابىة في المركز، وكل الشعب في الأطراف. أمام الحوثي..ن طريق واحد، وهو الرد على القصف الإسرائيلي. سيتصدى الإسرائيليون، بمساعدة الفقاسة الأكبر للإرهاب، للهجوم الحوتي. سيبدو سهلا وبدائياً. هناك هامش خطأ في دفاعات إسرائيل، ويبدو بمقدار "مسيّرة من ٢٠٠". سيصاب منزل آخر في تل أبيب، وستعاود المقاتلات الإسرائيلية الهجوم على البنية التحتية الحيوية لليمنيين. مثلاً: جامع الصالح. حتى يرى الشرق الأوسط النيران مجددا كما تقتضيه فلسفة الردع: اضرب الأهبل ضربة يخرق لها قلب الحكيم. 

 

 ما حدث للميناء خفف الضغط عن أميركا، فلا يمكنها أن تقدم على مثل تلك الأفعال من غير وكيل، ليس من تلقاء نفسها. تحاول الاحتفاظ بما بقي لها من مصداقية دولية، كدولة معنية بالسلام الدولي وبنظام عالمي يقوم على القوانين. اللعبة الآن أسهل على أميركا من نواح عدة. 

 

تبدو لعبة عبدالملك انتحارية، مفاتيحها في يد مرشد الثورة الإيرانية، وإيران لا تمضي في التصعيد إلى نهايته.. 

 

م.غ.