السادة الشعب الجنوبي من المهرة لباب المندب ولا أستثني منكم أحدًا مطلقا، أبدأ معكم بتحية الإسلام أقول لكم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طوال العقد الماضي وقبله، وأنا متابع لملف عودة دولة الجنوب، وكان معي العديد من الزملاء والزميلات من الدول المحيطة، والجميع كان يتابع نشاطهم بدعم عودة دولة الجنوب، ولكن واضح مع الأسف اختفاؤهم عن المشهد الجنوبي ولا شك لدي بأن اليأس تملكهم بعد دعم كان واضحًا وبقوة ولكن انتهى بهم المطاف بفقدان الأمل كنتيجة طبيعية لما لمسوه من سياسات المجلس الانتقالي الذي أضاع العديد من الفرص لاستعادة دولة الجنوب.
ما أود كشفه للشعب الجنوبي ولعلني أكشفه للمرة الأولى بأني شخصيًّا تواصلت مع سعادة اللواء عيدروس الزبيدي وبلغته رسالة مضمونها بأن ما يحدث في سوريا فرصة تاريخية لا يمكن إضاعتها، والروس سيخرجون من قاعدتهم آجلا أم عاجلا وعليك استثمار هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر، ومن حقك اللعب على التناقضات والرقص على رؤوس الأفاعي كما شبه ذلك علي عبد الله صالح وأكدت عليه للمرة الترليون بأن محيطك يا عزيزي مستحيلٌ أن يسمح لك بأن تعيد دولتك، فلماذا وكيف تتوقع منهم ذلك!!!؟
وأيضا يا عزيزي سعادة اللواء لم تستثمر حاجة الأمريكان والغرب والشرق عموما للهدوء في باب المندب وتساومهم على عودة دولتكم كرجل تملك القوة لتفرضها على واقع باب المندب وتحمي التجارة الدولية، كل ذلك انتهى بعد عقد من الزمن على لا شيء مع الأسف.
عزيزي سعادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي أن وعد الرجال للرجال مضى عليه عقد من الزمن أي عشر سنوات ولم يتحقق ذلك الوعد وآن أوان أن تحسم أمرك في ظل هذه الظروف الإقليمية الملتهبة، إما أن تعيد دولة الجنوب كأمر واقع أو تمتلك الشجاعة وتواجه الحقيقة وتصارح بها الشعب الذي كلفك بهذه المهمة، وتعتذر له وتبين له أيضا ما الذي حال بينك وبين قرار عودة دولة الجنوب.
عقد كامل يكفي لتثبت به بأن المراهنة على الآخرين ليدعموا عودة دولة الجنوب مراهنة خاسرة وهذا ما أثبتته الأيام والسنوات وآن أوان الحسم إما بالإعلان عن عودة دولة الجنوب أو ترك المجال للآخرين يتخذون هذا القرار التاريخي طالما أنك عاجزٌ عن اتخاذه، وبذات الوقت من غير المعقول أن تمسك القيادة وتتعهد بعهد الرجال للرجال بالكلام فقط بعودة الدولة ولا تتركها لمن يستطيع إعادتها!!!
ارحل... جزاك الله خيرًا، كفيت ووفيت عشر سنوات؛ فشلت بها بتحقيق عهد الرجال للرجال، وهذا ليس بعيب بحد ذاته ولكن المعيب هو أن تستمر بذلك العهد دون أن تحقق شيئا.
وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا كانَ كاذِبًا ***وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا لَم يَكُن فِعلُ