سياسة الاعتكاف لاقيمة لها وثبت فشلها

انسحاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخراً من اجتماع مجلس القيادة في الرياض وعودته الى ابوظبي واعتكافه هناك لايقدم ولايؤخر،ولن يجدي في شيئ،ولايحتاج لكل هذا التطبيل والتزمير، وكأن هذا الانسحاب او الاعتكاف يعيد الدولة الجنوبية غداً، أو يعيد الثورة الجنوبية لمسارها الصحيح ويصلح ماتم تخريبه طيلة السنوات الماضية،لو هناك جدًية وارادة سياسية لدى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي،لأنسحبوا جميعاً من مجلس الرئاسة ومن الحكومة وقدموا إستقالاتهم وعادوا الى العاصمة عدن،ليس لاعلان الاستقلال،فذلك ليس سهلاً ويتطلب ارادة سياسية فولاذية تتخذ قرارات مصيرية وحاسمة و اجراءات كثيرة وترتيبات داخلية وترتيبات وتطمينات للاقليم وللعالم الخارجي،بل لتشكيل سلطة انتقالية تدير شؤون الجنوب و تعيد اللحمة والتواصل بين المحافظات الجنوبيةوأنقاذ الجنوب من التمزق الى دويلات عديدة،وانهاء هذه ،،الشراكة الوهمية،، التي شرعنت العودة (لعصابة 7/7) الى العاصمة عدن واستلامها للسلطة من جديد، بعد ان تم طردها من صنعاء،ومنح هذه ،،العصابة،، صك برائة بكل مااقترفت اياديها من جرم بحق شعب الجنوب،من قتل وسفك دماء ونفي وانتهاكات للمحرمات وسلب ونهب للحقوق العامة والخاصة منذ غزوها في صيف 94م،ولازالت مستمرة في معاقبة وتعذيب شعب الجنوب حتى يومنا هذا.

إن السبب الحقيقي لهذا الانسحاب هوخلاف على مناصب في السلطة وعلى مكاسب شخصية،وليس على قضية،قيادة الانتقالي تطالب بان يكون هناك تحسناً في بعض الخدمات وتقليص نسبة الفساد خوفاً من انفجار الاوضاع في الجنوب،التي اصبحت لاتطاق وخروج الوضع عن سيطرة الجميع،وإصلاح الوجه القبيح ،،لعصابة 7/7،، لكي تستمر في شراكتها في السلطة مع هذه العصابة والحصول على نصيبها من الغنيمة الجنوبية التي استحوذت عليها ،،عصابة 7/7،، واصبحت اليوم تحت حماية مجلس رشاد العليمي وحكومته.

لقد اصبح هدف قيادة المجلس الانتقالي واولى اولوياتها هي الحفاظ على بقائها في السلطة وزيادة حصتها من المناصب في مختلف اجهزة السلطة،واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة،اصبح شيئاً من الماضي ولم يعد ضمن اجندات قيادة المجلس الحالية،وأصرار قيادة المجلس الانتقالي على تنفيذ بقية بنود (اتفاق الرياض) يعني إصرارها على استمرار التمسك ،،بالوحدة،، وانهاء القضية الجنوبية ووضعها في،،الاطار،، الذي وضعها فيه هذا الاتفاق لتحنيطها قبل تصفيتها ودفنها.

نعيد التأكيد مجدداً بإن

 (اتفاق الرياض) قد غيًر جوهر الصراع برمًته،وحول الصراع من صراع على استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بين شعب الجنوب بكل مكوناته،وبين ،،عصابة 7/7،، بكل مكوناتها العسكرية والقبلية والجهوية والدينية في الجمهورية العربية اليمنية،الى خلاف على مناصب ومواقع قيادية ومكاسب مالية بين مكونات سياسية واحزاب في الساحة اليمنية،واصبح المجلس الانتقالي مكون من ضمن المكونات السياسية في الساحة اليمنية وجزء لايتجزء من العملية السياسية اليمنية،بإعتراف اقليمي ودولي،وهذا ما اشرنا اليه واشار اليه العديد من الكتاب والصحفيين والمفكريين والسياسين الجنوبيين منذ التوقيع على هذا الاتفاق،وما اكده بالامس القيادي بالمجلس الانتقالي اللواء احمد سعيد بن بريك،واشار اليه عضو مجلس رئاسة المجلس الانتقالي السيد/عمرو البيض في تصريحاته مؤخراً الا تأكيداً على الانحدار التي وصلت اليه اليوم قضية شعب الجنوب والى هذا الواقع الذي يعانيه شعب الجنوب كنتيجة طبيعية لهذا الاتفاق الكارثي. 

وقادم الايام ستثبت للجميع ولمن لازال يعلق آمال على هذه القيادة،بإن ذلك مجرد اوهام وسراب.

تحياتي لكم،وعام ميلادي جديد ،وكل عام وانتم بخير.

م.مقبل ناجي مسعد

29 ديسمبر 2024م