حكاية سبئية

من غيمةٍ للبوحِ يهطل موعدُ

وتعانق الروحُ الجمالَ وتسعدُ

.

وصغار أحلاميٍ تغطُّ بنومها

وأنا لمهدِ الامنيات ٱهدهدُ

.

وإذا بأجنحةِ الخيالِ مهيضةٌ

في قبضة المعنى تعثرَ هدهدُ

.

عصفتْ به ريحُ الزمانِ ولم يزلْ

يروي عن النبأ اليقينِ ويسردُ

.

وقرأتُ في عينيه  الفَ حكايةٍ

سبئيةٍ جفَّت وشحّ الموردُ

.

من أين أبدأ والبداية صعبةٌ

والوضع جدا يا حبيبُ معقدُ

.

بلقيسُ في كهف الضلال سبيةٌ

وسجاحُ تقضي بالعقــاب وتجلدُ

.

ليلُ السياسة ماله من آخرٍ

وبه خفافيشُ الظلام تُعربدُ

.

فَقؤوا عيونَ الشمسِ فهي كفيفةٌ

لا ربَّ غير المالِ فيهم يعبدُ

.

كانوا بداية وحدةٍ عربيةٍ

لكنهم بالحب لم يتوحدوا

.

لم يبق من سبأٍ سوى أطلالها

وبلابلٌ رغم الدمار تغردُ

.

ولسد مارب كالقصائد لوعةٌ

وله أنينٌ دائمٌ وتنهدُ

.

مازالت الفئرانُ تنخر مجدَهُ

من ذا يداوي جرحَه ويضمدُ

.

إحمل كتابك يا حبيبُ وعُدْ بهِ

بلقيسُ لن تأتي وفات الموعدُ

.

أقرئْ سليمانَ السلامَ وقلْ لَّهُ

بلقيسُ ما عادتْ هُنالك توجدُ