من غيمةٍ للبوحِ يهطل موعدُ
وتعانق الروحُ الجمالَ وتسعدُ
.
وصغار أحلاميٍ تغطُّ بنومها
وأنا لمهدِ الامنيات ٱهدهدُ
.
وإذا بأجنحةِ الخيالِ مهيضةٌ
في قبضة المعنى تعثرَ هدهدُ
.
عصفتْ به ريحُ الزمانِ ولم يزلْ
يروي عن النبأ اليقينِ ويسردُ
.
وقرأتُ في عينيه الفَ حكايةٍ
سبئيةٍ جفَّت وشحّ الموردُ
.
من أين أبدأ والبداية صعبةٌ
والوضع جدا يا حبيبُ معقدُ
.
بلقيسُ في كهف الضلال سبيةٌ
وسجاحُ تقضي بالعقــاب وتجلدُ
.
ليلُ السياسة ماله من آخرٍ
وبه خفافيشُ الظلام تُعربدُ
.
فَقؤوا عيونَ الشمسِ فهي كفيفةٌ
لا ربَّ غير المالِ فيهم يعبدُ
.
كانوا بداية وحدةٍ عربيةٍ
لكنهم بالحب لم يتوحدوا
.
لم يبق من سبأٍ سوى أطلالها
وبلابلٌ رغم الدمار تغردُ
.
ولسد مارب كالقصائد لوعةٌ
وله أنينٌ دائمٌ وتنهدُ
.
مازالت الفئرانُ تنخر مجدَهُ
من ذا يداوي جرحَه ويضمدُ
.
إحمل كتابك يا حبيبُ وعُدْ بهِ
بلقيسُ لن تأتي وفات الموعدُ
.
أقرئْ سليمانَ السلامَ وقلْ لَّهُ
بلقيسُ ما عادتْ هُنالك توجدُ